شتاء واحد لا يكفي

الشتاء سيد البوح بامتياز...ملؤه الحنين والدفء...وذاك المطر يخلط داخلنا مشاعر الحزن والفرح...ونحس في ثورة من الشغف والجنون أن شتاء بأكمله لايكفي لتدفق مشاعرنا في كلمات...ويتسابق القلب مع العقل لترجمة صدق الأحاسيس والغوص بنافي بحر الكتابة العميق...البعض يكتب فقط ليكتب،ليمضي وقت فراغ ويستمتع بالكلمات،أما أنا فنظرتي تختلف...الكتابة بالنسبة لي حياة...متنفس الروح...مرآة الوجع...وسلة الأحلام التي تحفظها من الضياع...عند موقف ما؛تنساب الكلمات مني دون تخطيط...ترسم لي أجمل اللوحات على صفحات ناصعة كبياض الطفولة...مشكّلة بذلك لحنا يتراقص عليه القلب بشغف ويفوح من بين الكلمات شذى الأمل وعبير الأماني،لينعش الروح بعد كلّ انتكاسة ألم.لكل نص بين طيات هذا الكتاب حكاية،وذكريات تفوح بعبق الماضي.قد كان للوجع المساحة الأكبر فيه ربّما لأنّه يلهمنا أكثر،فالفرح يأتينا عفويا انسيابيا ولايترك لنا فرصة للتفكير بشيء غير ممارسة السعادة النقية...ولكن لم يخلُ كتابي من الأمل تماما كما لم يخلو دربي منه.