الرباط الاسود

رواية يمتدّ من بدايتها وحتى نهايتها خيط من القطن الأسود ترقص عليه كثير من المفاهيم مثل الشفقة واليأس والأمل. إلخ، رواية اجتماعية تجعلك تنظر من خلال عدسة مكبّرة إلى حياة "زين" الفتاة الفنّانة التى اختارت العزلة والوحدة نمطًا لحياتها بكامل إرادتها، حتى ألقى القدر بين راحتيها ب "رحمة" التى دخلت إلى حياتها حاملة معها مأساتها ومأساة مجتمع كامل يفتقد لأصغر مبادىء الإنسانية والعدالة.
حينما تنتهى من قراءة الرّباط الأسود ربما تطرح على نفسك تساؤلات كثيرة من بينها: هل العدالة مفهوم مطلق، وبناء عليه هل الشفقة مفهوم مطلق؟ هل المجرم هو مجرم فى الحقيقة أم يُمكنُ لنا أن نجد لإجرامه مبرّرات مقنعة ربما تؤدّى به إلى البراءة؟ وهل الضحية دائمًا بريئة أم يُمكنُ لنا بنفس المقياس أن نجد لها ذنبًا يُبرّر ما انتهت إليه؟ وإن كان المجرم والضحيّة كلاهما يخضع لقانون النسبية، فإلى من يُمكننا أن نُصوّب أصابع الاتهام؟
الرّباط الأسود رواية عاطفيّة إنسانيّة، لم يكُن هدف مؤلّفتها هو تسلية القاريء، بل كان الهدف من كتابتها هو أن يشاركها القارئ رحلة البحث عن إجابات منطقية للتساؤلات التى تطرحها بين طيّات الرواية وعلى طول الرّباط الأسود.
القدر هو تلك اليد الخفية التي تسحبك من ياقتك بخفة شديدة وتبقيك في المسار المخطط له مسبقا، تعتقد أحيانا أنك ترسم بيدك الطريق وتسير عليها ، لكنها لحظات خاطفة. تضيء فجأة وتنطفي في لمح البصر ، هي تلك اللحظات التي تكتشف فيها أنك لن تسير الا على طريق صنعت لك ولا مفر منالبقاء عليها أبدا.