مهيب الركن
تاريخ النشر:
٢٠١٤
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٣١٠ صفحة
الصّيغة:
١٥٠
شراء
نبذة عن الكتاب
"تعلن شركة مصر للطيران عن تأجيل رحلتها رقم (528) المتجهة إلى الرياض حتى الساعة الثانية عشرة صباحًا، وذلك نظرًا لسوء الأحوال الجوية".، هكذا قالتها "فتاة المطار". كما أسميها. ظننت أن تلك كانت النهاية-أخيرًا-وأن الوقت قد حان للرحيل، مللت الانتظار في هذا المستودع الذي بالكاد يشبه المطار. أراقب الجالسين من حولي. أراقب أشكالهم، أحجامهم، تصرفات البعض منهم المثيرة للريبة. وأحيانا للشفقة، أراقب تلك المرأة تصرخ في أبنائها وتأمرهم بالتأدُّب.
وهذا الشاب الذي يحاول تملُّق الفتاة الجميلة. أراقب العجوز الجالس وحيدًا ممسكًا بحقيبة أعمال سوداء، يضمها بقوة كأنها مسلسلة بين ذراعيه. أراقب حامل الحقائب السمج الذي بالكاد حمل حقيبة بوزن بطيخة و يتذمر من البقشيش الزهيد. أراقب أناسًا انفطرت قلوبهم بكاء على فراق عائلاتهم وأبنائهم، وآخرين لم يذرف أصغرهم دمعة واحدة. وهذا الذي ينفث دخان التبغ في وجه طفلته، وتلك المرأة الجالسة منتفخة البطن. آه،إنها حامل!!. أرى رجالًا ونساء تلفحوا بوشاحٍ أبيض بلا خيوط. لاا لاا، ليسوا متهمين في قضية آداب،إنهم حُجّاج. أفتح علبة المرطبات في يدي وأتناول منها رشفة. ثم أعاود المراقبة. حاولت قتل الفراغ حتى تعاود ذات الصوت الجميل خطابها؛ بأن الرحلة قد استُئنفت وأنه على الركاب التوجه إلى الصف بانتظام للولوج إلى الطائرة. متى سأتوقف عن المراقبة وأبتعد، ولكن لا جدوى، يبدو أني سأنتظر قليلًا. سأعود مرة أخرى إلى لعبتي المفضلة. المراقبة.
اعتدت أن ألعب تلك اللعبة دومًا، أشغل الراديو الصغير خاصتي، أختار أغنيتي المفضلة ومن ثم أراقب تحركات الناس من حولي. أحيانًا أسمع موسيقى صاخبة، أرى الناس في حركاتها تصرخ ويركضون كالمجانين. وأحيانًا أستمع إلى أغاني "أم كلثوم" وأراهم يرقصون ويلعبون. حركاتهم غريبة وتطابق الموسيقى بصورة عبقرية. تعتقدون أني مخبول؟؟!. غريب الأطوار؟؟!. هههه. أعلم، لكن اتفقنا أو اختلفنا فدعونا نضع في الحسبان أن تلك اللعبة مسلّية. ثم ماذا تتوقعون من طفلٍ في الصف الخامس الابتدائي؟؟!!.أها، لم أعرّفكم بنفسي بعد. اعذروا لي صغر سني وقلة خبرتي بقواعد الإيتيكيت المملة.«عبد المعطي غازي عبد المعطي». تذكروا هذا الاسم جيدًا.,
وهذا الشاب الذي يحاول تملُّق الفتاة الجميلة. أراقب العجوز الجالس وحيدًا ممسكًا بحقيبة أعمال سوداء، يضمها بقوة كأنها مسلسلة بين ذراعيه. أراقب حامل الحقائب السمج الذي بالكاد حمل حقيبة بوزن بطيخة و يتذمر من البقشيش الزهيد. أراقب أناسًا انفطرت قلوبهم بكاء على فراق عائلاتهم وأبنائهم، وآخرين لم يذرف أصغرهم دمعة واحدة. وهذا الذي ينفث دخان التبغ في وجه طفلته، وتلك المرأة الجالسة منتفخة البطن. آه،إنها حامل!!. أرى رجالًا ونساء تلفحوا بوشاحٍ أبيض بلا خيوط. لاا لاا، ليسوا متهمين في قضية آداب،إنهم حُجّاج. أفتح علبة المرطبات في يدي وأتناول منها رشفة. ثم أعاود المراقبة. حاولت قتل الفراغ حتى تعاود ذات الصوت الجميل خطابها؛ بأن الرحلة قد استُئنفت وأنه على الركاب التوجه إلى الصف بانتظام للولوج إلى الطائرة. متى سأتوقف عن المراقبة وأبتعد، ولكن لا جدوى، يبدو أني سأنتظر قليلًا. سأعود مرة أخرى إلى لعبتي المفضلة. المراقبة.
اعتدت أن ألعب تلك اللعبة دومًا، أشغل الراديو الصغير خاصتي، أختار أغنيتي المفضلة ومن ثم أراقب تحركات الناس من حولي. أحيانًا أسمع موسيقى صاخبة، أرى الناس في حركاتها تصرخ ويركضون كالمجانين. وأحيانًا أستمع إلى أغاني "أم كلثوم" وأراهم يرقصون ويلعبون. حركاتهم غريبة وتطابق الموسيقى بصورة عبقرية. تعتقدون أني مخبول؟؟!. غريب الأطوار؟؟!. هههه. أعلم، لكن اتفقنا أو اختلفنا فدعونا نضع في الحسبان أن تلك اللعبة مسلّية. ثم ماذا تتوقعون من طفلٍ في الصف الخامس الابتدائي؟؟!!.أها، لم أعرّفكم بنفسي بعد. اعذروا لي صغر سني وقلة خبرتي بقواعد الإيتيكيت المملة.«عبد المعطي غازي عبد المعطي». تذكروا هذا الاسم جيدًا.,
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج