غفوة

غفوة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٦
عدد الصفحات:
١٤٣ صفحة
الصّيغة:
١٥٠
شراء

نبذة عن الكتاب

كان حفلًا بهيجًا بما تحمله الكلمة من معانٍ ، لكن هناك أمرًا ليس على مايرام ، شعرت به الأم منذ بدء الاحتفال ، لم تكن الابنة فى اليوم الأول من عامها الخامس عشر تحمل نظرتها المألوفة بل كانت تحمل نظرة أخرى ، لم يقرأها أحد سوى أمها ، نظرة خلت من السعادة ، وجه مبتسم هو أقرب إلى القناع ، قناع ادعائى يحمل خلفه وجه طفلة حزينة ، طفلة تائهة لا تدرى ماذا تريد وماذا تفعل ؟! فى خضم التهانى والقبلات الحارة التى أمطرها المدعوون على خديها ، شعرت حبيبة بغصة فى حلقها ، انسحبت فى هدوء متسللة إلى غرفتها ، أغلقت بابها بإحكام ثم فتحت خزانة الملابس لتخرج مصحفًا وتسحب الصورة المحشورة بين دفتيه ، تنظر إليها مليًا وهى تحاول كبح جماح مشاعرها التى تعصف بقلبها ووجدانها ، تفلت منها دمعة لتسقط على الصورة وتنساب ببطء حتى تصل لوجه أبيها المبتسم فى حبور ، يُطرق الباب فتسارع بمسح ماء وجهها محاولة إخفاء حشرجة صوتها وهى تقول ,- أيوة ,جاء صوت أمها من الخارج,- ممكن أدخل ؟,- اتفضلى يا ماما,تدير مقبض الباب وتدخل نصف مبتسمة,- سايبة ضيوفك برة وبتعملى أيه ياحبيبتى ؟,- أبدًا .. ولا حاجة,
انسللت بهدوء مغادرًا قاعة السينما لدخول دورة المياه ، كانت خالية تمامًا ، باردة كمشرحة ، ثمة صوت قطرات تحطم الأعصاب ، أنهيت غرضي و أثناء غسل يدي ، لمحتُ فى المرآة قدمين تتحركان أسفل فرجة أحد الأبواب ، لم يدهشنى أنهما يتحركان يمنة ويسرة فى تتابع ثابت وموزون بصوت حفيف مزعج ، ولم يستوقفني أن زوج الحذاء غير متطابق اللون أو حتى الشكل ، لكن ما أزعجنى حقًا حين أدركته..
أن الحذاء ينتمي لأنثى..
دنوت فى تؤدة من الباب وبطرقة خافتة توقفت الحركة وانقطع الحفيف ، همست لها أن هذه الدورة تخص الرجال وأنها قطعًا جاءت إليها بالخطأ ، لكن لم يصدر عنها رد
ثم..
-----
تلك المرة نتحدث عن
أجندة زرقاء تحوي مُذكرات أحدهم، تحكي عن ..
مأساةِ اِعْتَقَدَ الجميع أنّها انتهت بموتِ صاحبها..
وسلسلةِ جرائم مُبهمة ..
وقصةِ حب مبْتورة..
وغموض يُحيط بكلِ ماسبق..
لم يتم العثور على نتائج