مسامرات جسر بزيبر

مسامرات جسر بزيبر

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٨
عدد الصفحات:
٣٤٢ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

يستعيد الراوي حياة قرية عراقية، تقع على نهر الفرات، خلال أكثر من نصف قرن. حكاياتها، وأساطيرها، وشخصياتها وبيئتها، ومآسيها. هذه الاستعادة البانورامية جاءت في ذهن الراوي بعد أن تم تهجير القرية كلها إثر الاستيلاء عليها من قبل الوحوش. الوحوش هم المقاتلون الذين تحولوا إلى آلة دمار لتنفيذ أوهام تتكئ على العنف، والتكفير، والتخلف، وتمزيق النسيج الاجتماعي.
تدون الرواية مفاصل مهمة مما حدث في العراق بعد الاحتلال الأميركي وزوال النظام السابق. والفوضى التي رافقت تلك التغيرات الزلزالية وقادت إلى دمار المكان القديم، وأغلقت أفق الحياة لمدن بكاملها. إنها حكاية تروى على لسان شخص عاش تلك الأحداث وسقط في سحر الماضي، بعد أن أصبح لاجئا في وطنه، وشعر أن حياته انتهت بانتهاء روح تلك القرية التي عاش فيها والمدينة الخربة التي انبعثت من السنين كما لو كانت شبحا قادما من الصحراء.
هي مسامرات يلونها الخيال، والحزن، والموت. تستعيد أيضا قصص حب ومصائر مرسومة لماض لن يعود، مصائر تلهو في تلك البقعة المضطربة من بلاد الرافدين. جسر بزيبز هو معبر نحيل على نهر الفرات، يربط غرب العراق بالعاصمة بغداد. على ذلك الجسر مرت الحكايات غريبة، جارحة، مثقلة بالجنون، لتمضي نحو مدارها المجهول.
من الرواية:
استرخي على السرير، في غمرة الصمت؛ لأتأمّل في صوت مصطفى الذي جاءني من بعيد، من مئات الكيلومترات. استرخي في غيبوبة الزمن؛ ليسحبني مثل موجة عاتية في نهرنا الخالد أيام العواصف، إلى تلك المكالمة المفاجئة التي جاءتني بغتة، وأنا أحدّق في شاشة التلفزيون. كانت شبيهة بتلفون مصطفى، مباغتة، قاسية، وتستدعي التأمّل. قبل سنوات طويلة غاصّة بالتحوّلات والانتقالات والأحداث. هل الأرق المستولي عليّ هو ما جلب وجه ريم إلى عقلي من ركام تلك الأحداث البعيدة؟ تجلّت لي مثل واحة في صحراء من الرمل، إلا أنها واحة من سراب. أحيانا يختصر لنا الأرق سنوات غنية، بساعات فقط. الأرق الذي صار جزءا من وجودي. أحسّ بعض المرّات، وكأن الأرق عقوبة على هناءات سابقة. ولا يحضر في مخيّلتي سوى هناءات ريم. قد تكون هي الهناءات اليتيمة التي عشتُها في حياتي. ذلك الماضي اللعين. تلك السنوات التي كنتُ فيها ممتلئا بالحيوية والأمل. تلك السنوات التي كان لون شعري فيها أسود مثل جناح الغراب، كما يقولون.
عن المؤلف:
شاكر الأنباري: قاص وروائي عراقي، ولد في مدينة الأنبار في العام 1957. غادر العراق في العام 1982، عمل في الصحافة الثقافية والسياسية. أصدر العديد من الكتب السياسية والمجموعات القصصية والروايات منها: “شجرة العائلة”، و“ليالي الكاكا”، و“الكلمات الساحرات”، و“بلاد سعيدة”، و“الراقصة”، و“نجمة البتاوين”، و”أنا ونامق سبنسر”.
لم يتم العثور على نتائج