الفهد

الفهد

تاريخ النشر:
١٩٥٨
عدد الصفحات:
٤٥٧ صفحة
الصّيغة:
٨٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

جوزيبِّه تومّازي دي لامبيدوزا، أمير لامبيدوزا (الجزيرة الأشهر الآن). وُلد عام 1896. واشترك في الحرب العالمية الأولى برتبة ضابط، وبقي في الجيش حتّى عام 1925. ثمّ عاد إلى حياته الخاصّة، وقام برحلات وإقامات طويلة في الخارج بعد أن تخرّج في الحقوق من جامعة تورينو.
أُصيب تومّازي بمرضٍ خطير في ربيع عام 1957، وتوفّي في روما، حيث ذهب في محاولة قصوى للعلاج، في شهر تمّوز من العام نفسه. هذه روايته الوحيدة، وله أيضاً مجموعة قصصية تصدر قريبا عن المتوسط.
والآن يسعدني أن ألفت الانتباه إلى هذه الرواية الوحيدة التي تركها لنا لامبيدوزا. رواية مكتملة بفصولها كلها. شمول رؤيةٍ تاريخيّة ممزوجةً بنظرةٍ ثاقبة للواقع الاجتماعيّ والسياسيّ في إيطاليا المعاصرة، وفي أيّامنا هذه. موهبةٌ حميدةٌ في السخرية. طاقةٌ شعريّة هائلة وأصيلة. إخراجٌ تعبيريّ متكامل وساحر. كلّ ما في هذه الرواية، في رأيي، يجعل منها عملاً أدبيّاً استثنائيّاً. روايةٌ من تلك الروايات التي تستغرق حياةً كاملة للعمل عليها. ومثلما في «نوّاب الملك» لفيديريكو دي روبيرتو، ففي «الفهد» أيضاً، نحن أمام عائلةٍ من أعلى الطبقات الأرستقراطيّة التي تعيش في جزيرة، عائلة بصيرة باللحظة التاريخيّة التي تشهد تحوّل النظام الحاكم، وتبدّل العصور، وانقلاب الأحوال. لا وجود لأيّ تفاصيل توثيقيّة تنهك متن الرواية، لا وجود لسماتٍ طبعانيّة موضوعيّة. ترتكز الرواية كُلّيّاً على شخصيّة واحدة، الأمير فابريتسيو سالينا، الذي قد يحمل تلميحات إلى والد جدّ الكاتب، لكنّه يمثّل لوحةً ذاتيّة للكاتب نفسه أيضاً، لوحةً شاعريّة وأسطوريّة. وهذا ما يجعلنا نراه أقرب إلى كاتبٍ معاصر أكثر من دي روبيرتو. فلنقل برانكاتي مثلاً، أو أحد أدباء بريطانيا في أوائل القرن العشرين، فورستر على سبيل المثال.
جورجو باسّاني

من الكتاب:
.. «وانفتح الباب. «إنكَ الليلة لذو جمال باهر، يا خالي؛ بل إنكَ في اللباس الأسود قد بلغتَ حدّ الكمال. ولكنْ، ما هذا الذي تنظر إليه؟ أتجالس الموت؟»
كان تانكريدي متأبّطاً ذراع أنجيليكا، وما يزال كلاهما تحت التأثير العاطفي للرقص، منهوك القوى. فجلست أنجيليكا، وطلبت إلى تانكريدي أن يعطيها منديلاً لتجفيف العَرَق عن عارضَيْها، ولكن دون فابريتسيو كان أسرع منه إلى تقديم منديله. وجعل الشّابّان ينظران إلى اللوحة دون اكتراث، إن فكرة الموت بالنسبة إليهما كانت شيئاً عقلياً محضاً، أو بمعنى آخر كانت بعض المعلومات الثقافية فحسب، لا تجربة خالطت لبّ عظامها. الموت موجود دون ريب، ولكنه كان شيئاً لاستعمال الآخرين. وكان دون فابريتسيو يفكّر في نفسه أن الجهل المطبق بهذه التعزية الكبرى هو الذي يجعل الشّبّان أعنف شعوراً بالألم من الشيوخ؛ لأن مخرج الأمان أقرب إلى هؤلاء منه إلى الشّبّان.»..
لم يتم العثور على نتائج