ملخص ما جرى

العثور على سيناريو مناسب لم يكن مسألة صعبة، كان أسهل جزء من العملية. ولكن، كيف يمكن العثور على الشخص المناسب، الشخصية الهائلة، وافرة الحضور والقوّة، لنسند إليها دور صلاح الدين؟ اتّفقتُ مع المنتج على الحضور إلى الشركة في الصباح التالي، لأطّلع على ما لديه من خيارات. خطوتُ على بلاط رقعة الشطرنج في طريقي إلى مكتبه، بدا التباين برّاقاً بين اللونين، بدا ضاجّاً بالحيوية أكثر من الحياة البطيئة التي تجري فوقه في الشركة، الموظّفون الضجرون والأزيز الرتيب للمراوح الكهربائية. الصخب الذي بثّته فيّ المربّعاتُ كان متناغماً مع إيقاعٍ يضجّ في رأسي، لعبةُ ريتشارد مع صلاح الدين: «الأبيض يتقدّم ويميت في النقلة القادمة».
تأبّط المنتج ذراعي مرافقاً إيّاي إلى مكتبه. لم أوافق على أيّ اقتراح من دفتر الصور الذي عرضه عليّ لممثّلين مرشّحين للدور، شبّان مراهقون سمجون، أو كهول تلمع مساحيق الزينة على وجوههم في الصور. عندما رفضتُ المرشّحين كلهم، أغلق الدفتر، وسألني بكلّ جدّيّة إن كنتُ أعي تماماً ما نحن فيه الآن، إنّ الأمر مرتبط بذلك التمثال في حجرة القائد المتوفّى وأنّ المهمّة شبه وطنية الآن: أن نُنتج عملاً سينمائياً عملاقاً عن صلاح الدين.