فرانكشتاين
تاريخ النشر:
٢٠١٩
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٣٦٢ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
الرسالة الأولى
إلى السيدة ساڤيل، إنجلترا
سانت پيترسبرج، الحادي عشر من ديسمبر، القرن الثامن عشر.
سوف يسُرك بالتأكيد أن تعلمي ببدء مغامرتي التي أصابتك بالريبة والتشاؤم من دون أية معوقات. وصلتُ إلى سانت پيترسبرج البارحة، وأولى المهام التي كلّفتُ نفسي بها هي أن أُطمئن شقيقتي على أحوالي، وأن أؤكّد لها ثقتي المتزايدة بنجاح المهمة. لقد وصلتُ بالفعل إلى أقصى الشّمال من لندن، وبدأت أستمتع بجولاتي في شوارع سانت پيترسبرج حيث تداعب نسمات الشّمال الرقيقة الباردة وجنتيّ، فتهدأ أعصابي ويغمرني شعور بالبهجة. تُرى هل بإمكانك إدراك هذا الشعور؟ هذه النسمات التي تجيء من المناطق التي أنتوي الذهاب إليها تأتي وكأنها تُهيّئني بلمحة من ما أنا مُقدم عليه من أجواء جليدية. وبينما أنا مستمتع بتلك النسمات المبشّرة، تتقدُ بداخلي أحلام اليقظة وتتوهج. كثيرًا ما أحاول الاقتناع بأن القطب الجليدي ليس إلا مركزًا للصقيع والعزلة، لكن بلا جدوى، فلا تزال تلك المنطقة تفرض نفسها في مخيلتي على أنها منبع للجمال والبهجة. في تلك المنطقة يا مارجريت لا يتوارى قرص الشمس الرحب عن الأنظار، بل يملأ الأفق بأشعته، وينثر في جميع الاتجاهات روعة لا تنتهي. لهذا يا أختاه، إن سمحت لي، سأذهب في رحلة بحرية إلى مناطق ذابت ثلوجها، وسأبحر في مياه البحر الهادئة حتى أرسو على أراضٍ قد يفوق جمالها وروعتها أي أرض سواها اكتشفها الإنسان في هذا العالم من قبل؛ لا يكون لمعالمها وهيئتها مثيل، تمامًا كروعة الأجرام في السماوات البعيدة، فما الذي لا يمكنك توقُّعه في بلاد نورها أبدي؟ لعلي أكتشف هناك القوى المدهشة التي تؤثّر في اتجاه إبرة البوصلة، ولربما أتوصل إلى آلاف الملاحظات عن أسرار القوى التي ستنكشف في هذه الرحلة، فتثبت أن غرابتها الواضحة هي ما يجعلها منضبطة إلى الأبد. لعلي أُشبع فضولي المشتعل حين أبصر جزءًا من العالم لم تبصره عين من قبلي، وحين أطأ أرضًا لم تطأها قدم بشر سواي. تلك هي اهتماماتي، وهي تكفيني لأقهر خوفي من المخاطر أو الموت، وتُغريني ببدء تلك الرحلة المجهدة بسعادة كتلك التي يشعر بها الطفل فور نزوله إلى قارب صغير مع رفاقه في رحلة استكشافية إلى مياه النهر الذي يجري ببلدته. لكن حتى وإن ثبت عدم صحة أي من تلك الافتراضات، فلن يمكنك إنكار المنفعة الكبيرة التي ستعم على الإنسانية كلها حتى يوم الدينونة إن تمكّنتُ من أن أكتشف ممرًّا على مقربة من القطب الجليدي يصل إلى تلك البلدان -الممر الذي سيتطلّب الوصول إليه في الوقت الحالي شهورًا طويلة- أو إن تمكّنتُ من التحقُّق من سر المغنطيس -وهذا بالطبع إن كان أمرًا قابلًا للتحقُّق- وطبعًا لن يتحقّق كل هذا إلا بمهمة مثل التي أخطّط لها.
إلى السيدة ساڤيل، إنجلترا
سانت پيترسبرج، الحادي عشر من ديسمبر، القرن الثامن عشر.
سوف يسُرك بالتأكيد أن تعلمي ببدء مغامرتي التي أصابتك بالريبة والتشاؤم من دون أية معوقات. وصلتُ إلى سانت پيترسبرج البارحة، وأولى المهام التي كلّفتُ نفسي بها هي أن أُطمئن شقيقتي على أحوالي، وأن أؤكّد لها ثقتي المتزايدة بنجاح المهمة. لقد وصلتُ بالفعل إلى أقصى الشّمال من لندن، وبدأت أستمتع بجولاتي في شوارع سانت پيترسبرج حيث تداعب نسمات الشّمال الرقيقة الباردة وجنتيّ، فتهدأ أعصابي ويغمرني شعور بالبهجة. تُرى هل بإمكانك إدراك هذا الشعور؟ هذه النسمات التي تجيء من المناطق التي أنتوي الذهاب إليها تأتي وكأنها تُهيّئني بلمحة من ما أنا مُقدم عليه من أجواء جليدية. وبينما أنا مستمتع بتلك النسمات المبشّرة، تتقدُ بداخلي أحلام اليقظة وتتوهج. كثيرًا ما أحاول الاقتناع بأن القطب الجليدي ليس إلا مركزًا للصقيع والعزلة، لكن بلا جدوى، فلا تزال تلك المنطقة تفرض نفسها في مخيلتي على أنها منبع للجمال والبهجة. في تلك المنطقة يا مارجريت لا يتوارى قرص الشمس الرحب عن الأنظار، بل يملأ الأفق بأشعته، وينثر في جميع الاتجاهات روعة لا تنتهي. لهذا يا أختاه، إن سمحت لي، سأذهب في رحلة بحرية إلى مناطق ذابت ثلوجها، وسأبحر في مياه البحر الهادئة حتى أرسو على أراضٍ قد يفوق جمالها وروعتها أي أرض سواها اكتشفها الإنسان في هذا العالم من قبل؛ لا يكون لمعالمها وهيئتها مثيل، تمامًا كروعة الأجرام في السماوات البعيدة، فما الذي لا يمكنك توقُّعه في بلاد نورها أبدي؟ لعلي أكتشف هناك القوى المدهشة التي تؤثّر في اتجاه إبرة البوصلة، ولربما أتوصل إلى آلاف الملاحظات عن أسرار القوى التي ستنكشف في هذه الرحلة، فتثبت أن غرابتها الواضحة هي ما يجعلها منضبطة إلى الأبد. لعلي أُشبع فضولي المشتعل حين أبصر جزءًا من العالم لم تبصره عين من قبلي، وحين أطأ أرضًا لم تطأها قدم بشر سواي. تلك هي اهتماماتي، وهي تكفيني لأقهر خوفي من المخاطر أو الموت، وتُغريني ببدء تلك الرحلة المجهدة بسعادة كتلك التي يشعر بها الطفل فور نزوله إلى قارب صغير مع رفاقه في رحلة استكشافية إلى مياه النهر الذي يجري ببلدته. لكن حتى وإن ثبت عدم صحة أي من تلك الافتراضات، فلن يمكنك إنكار المنفعة الكبيرة التي ستعم على الإنسانية كلها حتى يوم الدينونة إن تمكّنتُ من أن أكتشف ممرًّا على مقربة من القطب الجليدي يصل إلى تلك البلدان -الممر الذي سيتطلّب الوصول إليه في الوقت الحالي شهورًا طويلة- أو إن تمكّنتُ من التحقُّق من سر المغنطيس -وهذا بالطبع إن كان أمرًا قابلًا للتحقُّق- وطبعًا لن يتحقّق كل هذا إلا بمهمة مثل التي أخطّط لها.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج