لعنة حياة مثيرة

يصف لنا "الطاحون" الكتابة عن حياة الأدباء الآخرين بالتلصص المحبب حيث ينقل لنا في بواسطة هذا الكتاب حكايات الكتاب عن أنفسهم ويقول بكلمات دافئة واصفاً بها القراءة "نحن نعيش في وحدة، والقراءة صحبة، وفيما تبدد القراءة وحدتنا، نكتشف أننا قد تربطنا علاقة بكتاب وبمؤلفه، ويصير هذا المؤلف صاحبًا لنا، نحب أن نعرف أخباره ونسمع منه روتينه اليومي، أو سرًّا يمكنه من الكتابة، وما الذى دفعه إليها نسمع منه رغباته وإحباطاته
كما يرى «طاحون» "أن أهمية الحوار تأتى من محاولة البحث عن إجابة، ومن الحوارات نعرف كيف تكونت البذرة الأولى لرواية، وكيف ذبلت نبتة قصيدة فى عقل شاعر، وكيف يراعى الكاتب عمله، وكيف يُنمى الحبكة ويسير إلى جوار أبطاله؛ وكذلك أن التلصص على حياة كاتب أو فنان مفضل -عن طريق حوار أُجرى معه- ربما يكون فضيلة كبري. ينقل طاحون قول التركى أورهان باموق، الحائز على جائزة نوبل عام ٢٠٠٦، إن الحوارات تُجسِّد له مباهج الأدب وإحباطاته أكثر من أى شيء آخر. ربما هذا ما أوقع المترجم الشاب فى حبائل هذه الحوارات التى لم ينْجُ من قراءتها مرات ومرات، واحدة منها رغبة فى التلصص، ومرة بغية التعلم، ومرة بغية الولع بهؤلاء الذين صنعوا عوالم سحرية نوافذها من الورق. هذا، وفق قوله، ما نمّى رغبته فى مشاركة هذه الحوارات مع غيره، لذا قام بترجمتها ونشرها فى كتاب"