الفراديس المصطنعة

الفراديس المصطنعة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٨
عدد الصفحات:
٢٧٤ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

"كتاب ""الفردايس المصطنعة"" للشاعر والناقد الفرنسي شارل بودلير، يتحدث بودلير في كتابه هذا عن تجربة واقعية عاش كل مجرياتها عن قرب في دعابة تعاطيه الحشيش مع آخرين عام 1849، حيث مرّ بتجربته هذه في بهوٍ لنُزل في باريس مطلٍّ على نهر سانت لويس، فقد كان هذا البهو كمكانٍ ليختبروا تجاربهم الأدبية ونقاشاتهم التي تتعلق بمشاريع الكتابة، حيث إجتمعوا جميعاً فيه وهم يتعاطون الحشيش. وفي هذا العمل يعرض بودلير العلاقة ما بين كل من تعاطي المخدرات والإبداع الشعري حيث يتناول تجارب إبداعية مختلفة ومتنوعة، ذات طابعٍ أوروبيّ متعلّقة بالتوظيفات الإبداعية، لكل من الأفيون والحشيش في الشعر والسرد، بحيث عمِل بودلير على الجمع بين لغة علمية أساسها التاريخ والملاحظة المباشرة، إضافةً إلى أسلوبه الشعريّ الذي جعله يميل للخلفيات الفكرية والجمالية، ويبتعد كل البُعد عن الشكل البحثيّ، فيمكننا القول أن هذا الكتاب يجمع ما بين تعاطي الحشيش والمخدرات بمختلف أنواعها، عن طريق الخلق الإبداعي والكتابة والشعر.
ونرى في الكتاب دعوة واضحة من بودلير لممارسة السُّكر سواءً بالخمر أو بالشّعر أو الفضيلة، كما نحب نحن ونرغب. ويؤمن بودلير أن تعاطي الحشيش يناجي الأهواء، حيث يعتبر أن عقل الإنسان ممتلئ بالأهواء، فهو عقلٌ شقيٌّ، وأن الإنسان هو ""الإله المحسوس، إبن هذه الطبيعة المحسوسة""، وأن الإنسان يصنع جنته الخاصة عن طريق الخمور والصيدلة أيضاً، حيث أنه يغرق في لذة المرض التي تتحول بشكلٍ تدريجيٍّ إلى دوائه الوحيد بسبب الحشيش والأفيون. ويدرس الكتاب الآثار المبهمة والمتعة المرضيّة التي تسببها المخدرات، إضافةً إلى العواقب الجسيمة المرتبطة باستخدامها على المدى البعيد، وصولاً إلى العبث في إمتلاك هذا "" المثالي الموهوم""، كما وصفه بودلير.
كما يحكي عن ماهية الحشيش الذي يتخذه الناس كما وصف ""بلاداً رائعة وشرحاً واسعاً من الخدع البصريّة والسحر، فكل شيءٍ خارق وغير متوقع""، إلى جانب إعتباره أن تعاطي الحشيش تجربة فردية ذاتية أي ""نبرة خاصة للفرد""، وأن قوة تأثير الحشيش تجعل الإنسان بمثابة كائنٍ حيوانيّ مسيّرٍ من خلال هذه القوة، كما يدخل بودلير للأعماق في الحديث عن العلامات التي تظهر على المتعاطي في أثناء التعاطي وبعده، مستخدماً لغةً نثريّةً مغمورةً بالإبداع الشعريّ، ملتفتاً إلى الجوانب الأخلاقية للتعاطي في أوقات الإنكسار التي يعاني منها المتعاطي.
"
لم يتم العثور على نتائج