قهر المرأة للمرأة

يطرح كتاب " قهر المرأة للمرأة " للكاتبة كريمة عزمي عدة حكايات و التي تتعلق بمعاناة المرأة اليومية من خلال تعرضها لإضطهاد أو قهر امرأة أخرى.
هذا النوع من القهر الذي نحاول دائما الإغفال عنه حتى يكون الرجل هو المتهم الأول و الوحيد في قهر و ظلم المرأة، و تناسينا أن فكر هذا الرجل إنما ينبع من أفكار مجتمعية خاطئة توارثناها و غرستها بعض الأمهات بطبيعة الحال في عقول أطفالها.
فهذا الرجل الذي لا يحترم المرأة و يشعر بأنه مُكّرم عليها غالبا ما يكون قد ترعرع في حضن أُم جعلته يقتنع من خلال تربيتها له أن للرجل كل الحق في أن يفعل ما يشاء فقط لأنه رجل و إنما المرأة فيجب أن تُعاقب علي أي فعل و إن صغر حجمه ، و يظهر ذلك بسهولة خاصة مع الامهات التي تُفرق في معاملتها و تربيتها بين الولد و البنت بحكم هذه الأفكار المجتمعية الخاطئة. لنجد في النهاية أن هذه المرأة التي تشتكي طيلة الوقت من الظلم الذي يقع عليها من المجتمع الذكوري الذي يُكرّم الرجل عليها إنما هي شريك أصيل في غرس هذه الأفكار في عقول الرجال. فعلى المرأة التي تريد أن تغير من أفكار هذا المجتمع الظالم لها بأفكاره الموروثة أن تبدأ بنفسها و من بيتها و لا تستثني أبناءها من هذه المعادلة ، فكل أُم ترى إبنها و كأنه لا توجد إمرأة على وجه الأرض تستحق شرف الإرتباط به فقط لأنه في نظرها أعظم مخلوق على وجه الكرة الارضية.
فإذا كان قهر الرجل للمرأة عظيم. فإن قهر المرأة للمرأة أعظم" قهر المرأة للمرأة "صدر عن نون للنشر والتوزيع.