اختفاء حسين عمران

اختفاء حسين عمران

تاريخ النشر:
٢٠١٩
عدد الصفحات:
٢٢٧ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

لقد أعادتنى لدلالة رواية "أهل القمة" لكاتبنا الكبيرنجيب محفوظ، ولأن مؤلفها الكاتب عبدالمقصود محمد مشغول فى سردياته بالقضايا الكبرى مثلما رأينا فى رواياته:
"إذاجاءالشفق"و"الطيورلن تعود"و"أولادحياك الله"و"سرية قندهار" و"أوتارالبهجة" فقد كان حريصاً على أن يظل هذا التوجه هو الخط الرئيسى فى روايته هذه من خلال خلطة أجاد إختيارها فمزج فيها الواقعى بالنفسى بالفانتازى حتى يعكس رؤيته بهذا التدفق الصادق لما يجرى عليه الواقع من متغيرات ، وعبرفصول روايته بدا واضحاً إهتمامه ببناء شخصيات روايته خاصة شخصية بطلها الكاتب الكبير"حسين عمران"،الذى حقق المكانة والشهرة دون أن يتقلد منصباً كبيراً، و"نهى القبانى" زوجته الفنانة التشكيلية التى تمثل الإفراز الأرستقراطى الجديد، بحكم أنها إبنة اللواء "إسماعيل القبانى" ، وشقيقة رجل الأعمال "علاء القبانى" ، وإبنتها "لمياء حسين" مهندسة الديكور المشهورة ،وإبنها "هيثم" الضابط فى الحراسات الخاصة ، وغيرها من الشخصيات التى تتشكل أبعادها وتتمدد فى السياق السردى عبرتلك الخلطة التى مزج فيها الكاتب عبدالمقصود محمد بين الحكى على لسان راويه العليم وبين الحوارفى إطار تصورات وأفكاركل شخصية على حدة، وقد غلبت المظهرية على عائلة زوجة "حسين عمران" والإسراف فى الإدعاء الأرستقراطى حتى ضاق به بطل الرواية فانتهى به بعد سنوات النجاح بمرض نفسى ، نجح كاتبنا فى تشخيصه وثبر أغواره بأسلوب علمى ، ويقابل هذا التشكيل توظيف بعض أبعاد رواية الحالة ممثلاً فى شخصية"داليا سعيد"والتى كانت طوال الرواية إمتداداً إيهامياً لماضيه المجسد فى شخصية "نوال"والتى كان قد غرر بها فى مقتبل عمريهما بإسم الحب ،حتى إغتال معنوياتها وتخلى عنها فماتت لكنها ظلت العقدة الدفينة التى لازمته طوال علاقته الفاترة بزوجته "نهى"مروراً بتداعيات الحالة ممثلة فى نزعات "علاء القبانى"لتنامى ثروته بأية وسيلة وإستغلاله لكل ماهو متاح ، ولأن كل فرد فى أسرة "حسين عمران" صار له عالمه وإهتماماته فقد جاءت داليا سعيد على هذا النحولتكون الطيف الذى تعلقت به مشاعر منتصف العمرلتدفع حسين لأن يتمرد أكثر على وضعه ومعاناته من المرض النفسى والذى ساقه مع عرض "داليا سعيد" للزواج رغم فارق السن لأن يدخل أحراشاً وطرقاً وعرة قبل أن تختفى "داليا" أمام المقبرة فى هيئة "نوال" وتتحول إلى الأفعى التى تأتيه فى نومه ، بعدها توسعه عصابة السرقة ضرباً حتى يفقد الذاكرة وتسرق سيارته وتجرده حتى من ملابسه ، فيطلق عليه حارس المقابر لقب المجذوب وقد ألبسه جلبابا ذبل معه جسمه وغارت عيناه حتى ليصعب التعرف عليه لتكون تلك هى النهاية التناقضية التى تدين الواقع الذى برع الكاتب عبدالمقصود محمد فى أن يقيم بيئته الروائية معتمداً على بانورانية لشخصيات تنتمى لهذا الواقع لحماً ودماً ، وأكدت أننا مع كاتب يواصل تحققه بثقة وتمكن ولديه طاقة روائية تبشر بالمزيد.
الناقد الكبيرصبرى قنديل .
لم يتم العثور على نتائج