كمتيو

في الزمان البعيد. زمن الجان والملائكة ، رُويت الحكايات عن مملكة عجيبة ! يسكنها ملك أسطوري وشعب نبيل ، تغنّت الأشعار بحدائقها النضرة وينابيعها الصافية وأشجارها القديمة ، أنغام البهجة التي لا تفارق طرقاتها ، وأنوار السُحُب الملونة التي تصبغ جدران منازلها البديعة عند الغسق ، والموسيقى الغامضة التي تعزفها الأمواج عند شواطئها ذات السحر ، ورُنّمت الملاحم عن عجائب أبنائها من المغامرين والأبطال والحكماء. ولكن الأيام المظلمة كانت في اقتراب. لتنطوي شمس العصور الذهبية التي امتدت لأحقاب تُحصى بأعمار النجوم ! وتحين أوقات الدموع والأحزان المُبكية ، إذ تسقط المملكة الأسطورية تحت غزو البرابرة وشعوب الظلام ، وتحل عليها فواجع غريبة تنبأت بها أحلام الحكماء ، فلا يبقى من حكمتها المقدسة سوى ذكرى قديمة وأسرار مخفية ، إذ تتغطى أمجادها كتحفة ذهبية. تحت طبقات من رماد الزمان ، تنتظر إنكشاف خباياها الكُبرى. عند نهاية عالم الإنسان.