الموت الاحمر

أتخيّل الشخصيات فجأة يقفون في منطقة مكشوفة والدّنيا ليل وعواصف مرعبة ورياح تقتلع الأشّجار ورعد وبرق بدويّ يصمّ الآذان ونور يعمي الأبصار ، النّاس تتراكض هاربة والشّوارع صارت خاوية وأصوات إنذارات السيارات تدوي لكن الشخصيات لا يتحرّكون ولا حتى يلتفتون ، ياسمين تقف في الشارع وعمرو يعانقها ويبكيان والأمطار تجلدهما ولكنّهما لا يتأثّران ، وبنفس الوقت يقف عبد في المقبرة والظّلام دامس والهواء جارف وأوراق الأشجار تزحف وتتطاير لكن عبد يقف باكيا ولا ينتبه للعاصفة لأنّ بداخله عواصف أقوى ، وأمل فوق سطح بيتها تنتظر وحيدة وفارس في سجنه يبكي في عتمته ، ثمّ وبشكل مفاجئ أرى العاصفة تهدأ والغيوم تنقشع والقمر يشرق وينير ظلام الزنزانة لفارس فتلمحه أمل قادما من بعيد ، ويظهر باسل ورحيل تحت القمر يرقصان ، وعمرو وياسمين يضحكان ، وعبد يُراقب القمر بافتتان ، لكنّي أعجز أن أكتب هكذا نهاية ، إنّي أتخيّلها فقط وأتمناها لشخصياتي ولكني أعجز عنها لأنّني أدرك جيدا أنّ الحرب لا تنتهي بالخير لأحد ولا تُبشّر إلا بالسّواد وأنّ عواقب الحرب أصعب من الحرب بحدّ ذاتها.