التداوي بالفلسفة

يتحدث كتاب "التداوي بالفلسفة" لمؤلفه سعيد ناشد عن التمسك في الحياة البسيطة وكيفية دفاعنا عنها، حيث يصف ناشد الحياة البسيطة بأنها حياة يمكن أن يعيشها بأقل ما يمكن من الأوهام، فهي حياة يتصالح بها مع قدره الخاص، ولا يقارن قدره بقدر أي شخصٍ آخر.
كما يصف الكاتب حياته البسيطة بأن يكون هو ما يريد أن يكون، لا كما يرغب الآخرون، حياة يبسط فيها سلطانه على نفسه، بطريقة تكون انفعالاته ومشاعره صادقة في التعبير عن القيم التي يعبّر عنها ويدعو إليها، هي حياة يصنع فيها الكاتب ناشد متعته بأقل الأشياء وأبسطها، ويصنعَ السعادة والفرح بأبسط الطرق، بحيث تكون البهجة الحقيقة هي بهجة الشعور بالنمو والارتقاء. يرى ناشد أن العودة للحياة البسيطة هي الرحلة الأصعب، فقد أضعنا الطريق إليها بعد غمرة الأوهام الكبرى التي وقعنا بها. كما يقول الكاتب ناشد أن البعض يظن أن من أيسر الأمور أن نعيش حياة بسيطة، ولكن هذا الإعتقاد ليس صحيحاً، فهذا الأمر يحتاج من البشر أن يتخَلّوا عن طمعهم في الحصول على الأشياء غير الضرورية للعيش، كما يحتاج إلى قيمٍ رفيعة تجاه الطبيعة والبشر، وتجاه النفس.
ويعتبر الكاتب أن هذا الكتاب موجهاً لنفسه، ثم لجمهور قرّائه، حيث يقول أنه قد كتبه لنفسه أولاً، فهو بمثابة محاولةٍ لبيان دور الفلسفة في صنع الحياة، حتى تمارس دورها، الذي يعدّ الدورَ الأكثرَ حيوية، فمُهمّةُ الفلسفةِ لا تقتصر على منحنا القدرة على فهم النصوص فقط، بل دورها في الأساس أن تجعلنا قادرين على فهم الحياة. كما يعتبر "التداوي بالفلسفة" كمحاولة لإستذكار بعض البداهات التي نُسيت، وإنصاف الفلسفة من أصحابها أنفسهم، والذين لا يعتبروا معصومين عن الجُبن في مجابهة الحياة، وذلك أملاً في استرجاع القدرة على الحياة البسيطة.