التصميم العظيم

في كتاب التصميم العظيم إجاباتٌ جديدة على أسئلة الكون الكبرى للكاتب ستيفن هوكينغ، يبدأ الكاتب الحديث عن موضوع لغز الوجود، ويحكي أن خلال وجودنا نستكشف جزءاً ضئيلاً من الكون فحسب، فنحن كبشر كائناتٌ فضولية، نتساءل ونفتش عن الأجوبة، فعادةً ما يسأل الناس عدداً من الأسئلة: كيف يمكننا فهم العالم الذي وجدنا فيه أنفسنا؟ كيف يتصرف الكون؟ ما حقيقة الواقع؟ من أين أتى كل ذلك؟، فمعظمنا يمضي وقته في قلقٍ بسبب تلك الأسئلة.
أضحى العلماء هم من يحملون مصابيح الإكتشاف في رحلة التنقيب وراء المعرفة، ويهدف هذا الكتاب إلى تقديم الإجابات التي تفرضها الاكتشافات العصرية والنظريات العلمية الحديثة، كما يوصلنا لصورة جديدة عن الكون وعن موقعنا فيه بشكل يختلف كليّاً عن تلك الصورة التقليدية ويختلف حتى عن الصورة التي قد رسمنها. يشرح الكاتب الإجابات التي فرضتها الاكتشافات والنظريات العلميّة منذ آينشتاين الى فيزياء الكَمّ إلى النظريّة إم، فالصورة الكلاسيكية عن حركة الأجسام لا يمكنها تفسير ما يبدو سلوكاً عجيباً على المستويات الذريّة وما دون الذريّة، فكان ضرورياً وجود إطار مختلف يسمّى فيزياء الكمّ، لكن هذه الفيزياء تقوم على مفاهيم مختلفة جداً عن الواقع كما نفهمه أو نراه. فبحسب نظرية الكم ليس للكون وجود أو تاريخ واحد فقط، وهي فكرة نعادها أننا مجرّد كون من أكوان عديدة لكل منها قوانين طبيعية مختلفة، والنظريّة إم تقدّم تفسيراً للقوانين التي تحكم كوننا، المرشّح الوحيد الموجود "لنظرية كل شيء"، وهي النظرية الموحّدة التي كان يبحث عنها آينشتاين، والتي إن ثبتت، فإنها ستمثّل انجازاً عظيماً للفكر الإنساني.
كما يحكي الكاتب عن تفسير الناس للظواهر الطبيعية قديماً كالكسوف والزلازل والبراكين على أنها غضب الآلهة، لكن بمجيء طاليس من مدينة ميليتوس، بدأت تلك الفكرة بالتبدل، ونشأت فكرة أن الطبيعة تتبع قواعد متماسكة يمكن حل شيفرتها، وبدأـ فكرة إحلال سيطرة الآلهة بمفهوم الكون المحكوم بقوانين الطبيعة، وأن هذا الكون قد خلق وفقاً لمخطط يمكننا تعلم قراءته ذات يوم.