بابت

صدرت رواية "بابت" للكاتب سنكلير لويس عام 1922، وهي تستهزء بشكل واضح من الثقافة والمجتمع والسلوك الأمريكي، كما تنتقد الفراغ في حياة الطبقة المتوسطة الأمريكية والضغط تجاه المطابقة، وقد خلق هذا المشهد الساخر ضجة كبيرة حينما صدرت الرواية، ولكن الملفت في الأمر هو نجاح لويس في توجيهه للكمات التهكم والسخرية القاسية لهذه القيم الأمريكية، والثقافة المتشبثة بمظاهر الحياة الثرية، والتلذذ باستغلال الآخرين ممن لا ينتمون لأصحاب الطبقة المستغلة.
تصور الرواية صراع البشر مع آلة الحياة الحديثة في القرن العشرين، كما تطرح صورة واضحة حول تقاليد وعادات المجتمع الحديث ، الذي يعتبر أن النجاح هو تكديس الثروات وجمعها، والرضوخ للتقاليد التي يفرضها نظام اجتماعي يحاسب كل من يخرج عنه.
أما بطل الرواية جورج بابت، عمره ستةٌ وأربعون عاماً ، يعمل كسمسار عقارات، ويعتبر شخصاً ناجح اجتماعياً وفي عمله، يمتلك بابت ما يتمناه كل شخص من صحة وعائلة وعمله المربح في مدينة تنمو بسرعة في الغرب الأوسط الأمريكي، حيث كان بارعٌ جداً في بيع البيوت مقابل ثمنٍ أعلى مما يستطيع الشخص دفعه، ورغم كل تلك المميزات التي يتمتع بها، إلا أنه يعاني من أرقٍ سببه عدم رضاه عن نفسه بسبب الحياة المحدودة التي يعيشها، يمر بابت بأزمة شخصية تدفعه إلى إعادة النظر في قيمه، فيثور على العادات الاجتماعية ويعرّض سمعته ومكانته الاجتماعية وحياته الزوجية للخطر.
شعور بابت الذي تملّكه بالضيق ومحدودية وجوده أظهرا التصوّر الخادع عن النجاح، وعكست قصته طبيعة هذا المجتمع الملتزم بتقاليد وأعراف ترفع من شأن الحفاظ على الثروة والمكانة الاجتماعية إلى حد يؤدي بالأفراد إلى أن يفقدوا أنفسهم.
وقد أصبح اسم "بابت" مرادفاً لرضى الطبقة الوسطى عن نفسها.
والجدير بالذكر أن الكتاب أصبح من أكثر الكتب مبيعاً وأثار الجدل، وكان مؤثراً في قرار منح لويس جائزة نوبل في الأدب عام 1930.