موعد مع أخي

كلمة غلاف رواية موعد مع أخي

حين تقرأ (يي مون يول) فستجد نفسك تعيش لحظات من الغرابة، ليست تلك الغرابة التي تحملها حكايات شاطئ الكاريبي، وإنما حكايات قادمة من الطرف الآخر من العالم؛ من شبه الجزيرة الكورية؛ حيث تجد الحب والكراهية، وتسمع صليل الفولاذ، بسبب توحش الإمبراطوريات، التي قسمت البلد إلى معسكرين متقاتلين.
يصبح اللقاء بين الأخ وأخيه، نوعاً من المستحيل، وإن حدث، فإنه يبقى في سرية تامة، كأنه إثم يستحق العقاب والقتل ربما.
لا يجب على الشمالي أن يرى الجنوبي، ولا يمكن للجنوبي أن يتحدث إلى الشمالي. فهكذا، بهذا الشكل، يستطيع الاستعمار أن يبقى مسيطراً.
حين تقرأ (يي مون يول) تدرك أن الأدب هو الملحمة المقدسة الوحيدة التي يمكنها أن تعيد نسج حكاية البلد الذي فتتته الإمبريالية، وزرعت الحقد في أناسه وأشجاره وحجارته وهوائه: الأخ الشمالي عدو أخيه الجنوبي، الأيديولوجيا الشمالية مجرد سلاح لقتل الأيديولوجيا الجنوبية، والعكس بالعكس.
وحين تقرأ (يي مون يول) تدرك أن الأدب، في هذا الزمن العفن، هو الوحيد القادر على تتويج المحبة على عرش الوجود. ويبرع هذا الروائي الكوري، في تصوير العنف الإمبريالي بلغة مائية شفافة أقوى من الأيديولوجيات الفولاذية الصلدة، وأشد تأثيراً من ترسانات الأسلحة الفتاكة التي تخزنها سلطات البلد المنشطر إلى نصفين: كوريا.
حين تقرأ (يي مون يول) ترى شبه جزيرة يحيط بها بحر اليابان شرقاً، وبحر الصين جنوباً، وتسمع كلمات ملحمة جديدة، تنادي بهدم الجدار بين شمال وجنوب.