رمليات على شواطىء الغربة

الكتاب مؤلف من عدد من القصائد الموزونة، ومن العنوان نستخلص فحواها، فهي تعكس صورة الغربة بكل ما فيها من بشاعة العيش وألم الصبر وتحمل المشقة والمعاناة فيها، فلا شيء يعوض حضن الوطن، امتاز أسلوب الكاتب بالعاطفة الجياشة التي توضح ألم المعاناة، وكذلك أتقن البلاغة والبيان وجمال الصورة الفنية في قصائده، لم يهمل جانبا من جوانب الحياة إلا وكتب عنه، تنوعت قصائده في معانيها وعناوينها فكانت أشبه ببستانٍ ملون الأزهار، يجذب القارئ ويمتعه في التجوال بين رياض حرفه، تجلت روح الكاتب في معظم كتاباته، واتضحت إنسانيته العميقة وصدق مشاعره، ومجاراته لألم اللاجئ الذي عانى الغربة الطاحنة، التي أثقلت كاهله وشوهت معالم شبابه، فمسحت من ربيع حياته أطاييب العطر، وبدلتها قلقا وحرقة وتفكيرا عميقا فيما سيؤول إليه حاله بعد هذه الغربة، فذرف الكثر من المداد ليعبر عن ألم ذاك المغترب، مسحة الحزن الغالبة عي نصوص الشاعر تضفي رونقا خاصا وتظهر صدق الإحساس في روح الكاتب، فيجعل من القارئ بحارا يغوص عمق السطور ليستخلص الدرّ المكنون في عمق روح النص، تميزت نصوصه بالسلاسة الممزوجة بعمق المعنى كذلك التشبيهات الراقية التي استخدمها في تلوين حروفه، والموسيقا العذبة في قوافيه، يجعلنا نقف أمام شاعر متمكن من ادواته بكل احترافية وإتقان، وثقافته العالية تجعلنا نرى أمامنا صرحا شامخا بكل جبروته، وشاعرا عملاقا بكل حروفه