الضوء يتوهج في مكان ما

كتاب للشاعر نصر الغزي الذي يمتاز بجمالية الحرف والأسلوب المتقن في رصف الحروف، مجموعة من النصوص النثرية المتناغمة المموسقة التي تحمل في طياتها روح الكاتب الشفيفة، امتازت نصوصه بالحكمة العميقة والعبرة وجمالية الصورة الفنية، في تصوير المشاهد، ولقد استخدم أسلوب محاكاة الطبيعة ودمجها مع مفردات الروح لتكون متكاملة فيما بينها كل يكمل الآخر، الكاتب نصر الغزي من الأقلام الرائعة التي تنزف مداد الإبداع، وتمزجها كلوحة مختارة الألوان من عمق الوجدان، تنوعت مفردات الكاتب فقصت علينا حكايات الحياة الواقعية، فقد تناول في نصوصه قضايا الفقر والجوع والحرب، وتغلب الحزن على هذه المواضيع مما يدل على صدق مخارجها، وعلى إتقان الكاتب في فرض فحواها والتي فرضت نفسها بالتالي على القارئ ليقدم لها فرائض الاصغاء والتغلغل في عمق أبعاد الكلمة، كما شع نور الحب بين ثنايا النصوص وعمق الوجدان، فكان كنسمة صيف تنعش الروح، حتى الغربة كان لها مكان بين مفرداته المتألقة، وكذلك وصف شعور المهجرين المبعدين عن أوطانهم قسراً، يختم الكاتب نصوصه برسم الأقنعة التي تفرض وجودها في حياة البشر بشكل جلي، وكذلك كانت نقطه الأخيرة التي أقفل بها سطر وجدانياته بلده الحبيب العراق الجريح الذي قاسى ما قاساه طيلة هذه السنين القاسية، فصب الكاتب كل الشجن وكل الألم المتمسك بذيل الأمل، لعله يمسك خيط بداية جديدة لوطنٍ مكلومٍ أغرقته الدموع والنوائب، ونهشت هيكله الضباع الآتية من الغرب.