خيوط دخان

خواطر نثرية للكاتبة نعمات العزة التي نسجت حروفها من ألم الواقع الذي نعيشه والذي كتبه لنا هذا الربيع العربي، تنوعت نصوص الكاتبة بين الرئاء والألم والفلسفة والتأمل والغربة والغزل، مما أضفى رونقاً للديوان وجعله ملوناً بالصور والحالات الأدبية فبدأت أولى نصوصها بالرثاء، فصورت الكاتبة عمق الألم في المشهد، واخترقت بصورها قلب القارئ، وغلبت على نصوصها محاكاة الطبيعة وخلق حكايات من جزئياتها، كما تناولت موضوع الغربة والمغترب بمفردات منتقاة بعناية حيث تجسد صورة المغترب بكل تفاصيلها، وأجادت في غزل حروفها في الحب والعاطفة الجياشة فكانت حروف مغزولة من ضفائر الشمس، تفننت الكاتبة في نصوصها وحاولت الدخول إلى قلب القارئ بسلاسة أبجديتها وبساطة حروفها، مما يجعل الكتاب في متناول كافة فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم، فتناولت تفاصيل الواقع والحياة التي تفرض قسوتها على البشرية بلا رحمة ولا شفقة، وتحدثت الكاتبة نعمات العزة عن الفوضى التي تعم البلاد وعن الضياع الذي يعتري أبناء الأمة وسط لهيب الحروب التي تجتاح الوطن العربي من كافة جهاته، لحرف الكاتبة وقع شفيف وإحساس مرهف، حيث عبرت عن مكنونات روحها بكل صدق وإنسانية، كما أنها امتلكت لغة سليمة مكنتها من رصف حروفها بشكل متقن وبلاغة جيدة وصورة فنية تصل إلى روح القارئ قبل عقله فتتملكه، الهدوء العابق في حرفها المنغمس في غضبها يضفي على النص رونقاً خاصاً يميزها عن سواها، كانت موفقة جداً الأستاذة نعمات في هذا الكتاب نتمنى لها كل التوفيق.