خيوط الشمس

يتكوّن الكتاب من مجموعة قصائد متنوعة في منتهى الجمال والألق، حيت أتقن الشاعر في انتقاء مفرداته والصور والبلاغة العالية التي تنمُّ عن ثقافته العالية وعظمة حرفه، وكيفية رصف حروفه بشكلٍ يبهر القارئ، ويجذبه إلى أعظم صرحٍ من القصائد التي تستحق أن تكون من المعلقات، في زمنٍ افتقر لهذه الروح الشعرية الراقية ولهذا الحرف العميق الممتع بكلّ تفاصيله، بكلّ ألوانه، بكلّ روحه الهامسة في عمق الروح، هذا الكاتب العريق الأنيق ذو أبجدية خاصة، تراه متفرداً بكينونته الشعرية لا يشبه سواه، حرفه مجدد، صوره منتقاة بشكل مدروس بما يخدم فكرته المطروحة ورسالته الأدبية السامية، عاطفته الصادقة النقية تفرض وقعها بكل جبروت على القارئ ليقف لها إجلالاً وتعظيماً، الإعجاب لا يكفي لوصف ما شيّده هذا الشاعر العظيم من بناء متماسك لقصائده، والروحانيات التي تطوف فوق سطوره كما الحمائم البيضاء التي تفيض سلاماً ونقاءً، حرفٌ يجعل القارئ يرقص مع نغماته الهادئة... الهادفة... المخملية، لحرفه وقعُ السحر على عاشقٍ أبى المجازفة في الإبحار في بحر الغرام، فطغى عليه موج الحُبِّ وأرداهُ قتيلَ الهُيام، صريعَ الحرف الساحر الذي يمتع القارئ بشكلٍ كبيرٍ، وكأنَّ الأنامل التي خطت هذه السطور إنما تمسك ريشة فنان عالمي أسطوري، ليقدم لنا لوحات مرصعة بالنجوم، في معرض داخل المجرة، فتسافر مع تلك النيازك وتتنقل من كوكبٍ إلى كوكب بين مجرته المصغرة بين دفتيّ كتاب، لتمسك بيديك خيوط الشمس.