امرأة على قيد سراب

رواية تحكي قصة امرأة لم ينصفها الزمن فمنذ نعومة أظفارها قاست من تعامل الأب معها بقسوة ووجود زوجة الأب، وكما أي فتاة ريفية تعاني من تحجر عقل الرجل أباً كان أم أخ، كما يصف الكاتب الحياة في القرية ومعاناتها مع الظواهر الطبيعية، كذلك لم يغفل الكاتب قصة يتيمين عاشا في حظيرة وعانيا من أسوء الظروف فلا رحمهم الجوع ولا البرد ولا حتى المعاملة فكانت الحياة بالنسبة لهما جلاداً يهوي بسوطه على ظهرهما، ليعتكفوا في حظيرة يرونها مأمناً لهم ويشعرون بحنان الحيوانات أكثر من البشر الذين يفتقدون للضميروالرحمة
تفاصيل الرواية مشوقة لاريمكننا اختزالها في بضع كلمات، فالروائي القدير مصطفى بوغازي متمكن جدا من أدوادته في فن كتابة الرواية واستخدامه للمفردات التي تقوي المشهد وتجذب القارئ وتجعله يقف عند كل عبارة مندهشاً شارداً في جمال وعظمة ما يقرأ رغم الوجع المسكوب بين السطور، استطاع الكاتب بكل جدارة أن يتملك عقل القارئ ويسيطر عليه ويشده للقراءة بروح هائمة، بين تفاصيل الحدث وبين روعة الأبجدية التي انتقى منها الكاتب كلماته ليوصل رسالته الأدبية بقوامٍ متينٍ تجعلها في أعلى قمة أدبية، كذلك الخاتمة التي كانت مستوفية شروط الدهشة والصدمة بجدارة، لتكون خلاصة عمر عاشته امرأة ريفية كانت ضحية لخيانات مفاجئة، خيانات من أقرب مالديها نهدها، وانتهت حياتها لتكمل ما بدأته ابنتها وتنشر ماخطه يراع تلك المرأة فكان "امرأة على قيد سراب"