بنات الشيطان

يتحدث الكاتب في نصوصه عن اضطهاد الشعب من القبل الحكومات والسياسيين، ويصور معاناته ومعاناه أبناء وطنه من الفساد ومن المعاناة التي واجهوها في وطنهم وخلال الحرب التي اجتاحت وطنهم سوريا، فكانت نصوصه غالب عليها الطابع السياسي والنقمة على السياسيين والحقد المكنون في صدور الناس تجاه هؤلاء الذين يتحكمون في الشعب وكأنهم عرائس مسرح خيوطهم بأيدي حكوماتهم، فقد عبر الكاتب عن هذه المعاناة بكل بلاغة لغوية وأتقن استخدام الصور الفنية التي تخدم قضيته المطروحة عبر رسائله الأدبية، فالتنقل بين النصوص يجعل القارئ يتنقل بين اختلاف العناوين والمفردات ليرى نفسه يصب في بحر واحد، وهو الحزن والقهر والحقد ضد الطغاة والاستبداديين، فقد انبثقت حروفه من صلب المعاناة والإحباط من فقد الأحلام المسروقة عنوة، والمستقبل الذي ضيعت معالمه الحرب، فكان كتابه يدخل في تصنيف الأدب الواقعي، فقد كانت أبجدية الكاتب صرخة أتقنها بطريقته الخاصة ليوصل رسالته هذه إلى القارئ، فهي وقفات مع الألم الصارخ في صمته المربوط وحياكة لحروف خائفة وغاضبة تخيطها إبرة الواقع بوخزات مسمومة بعصائر الحقد.
فيترك للقارئ أن يعيش هذه الحروف بكل أحداثها وتفاصيل وجعها، ويبحر عبر قارب الألم في ملكوت الاضطهاد الذي يرويه الكاتب من خلال نافذته المشعبة، والتي تحمل بين شقوقها الكثير من دموع الثكالى والأيامى وعويل الأيتام، أجاد الكاتب طرح فكره بشكل منسق من خلال نصوص نثرية أسماها نثريات صفراء