حصاد الهايكو

الهايكو إذن قصيدة اللحظة. إنها قول مُوجز مضارعُ الزمن. إنها لحظة دهشة؛ لحظة شعرية شديدة التكثيف، هنيهة توازي حالة التعجّب التي تهيمن على الشاعر ليحوّل الانبهار إلى سبعة عشر مقطعا صوتيا (حجم الهايكو بصورتها اليابانية).
أما عوالم الهايكو فتحثّنا لإعادة النظر في كثير من ملامح الطبيعة لتعيد إلينا ما أضعناه من حواسّ وما افتقدناه من الشعور بما حولنا، وما الطبيعة؟ إنها الجمال التلقائي. إنها الروعة البعيدة عن كل زخرف وتكلّف. الهايكو تطلعنا على الأسرار المختبئة خلف التفاصيل الصغيرة، وتمرّننا على الإصغاء إلى كائنات تشاركنا هذا الكون وقد كدنا ننساها، وبالهايكو نكتشف علاقات فريدة بين عناصر الطبيعة لا يراها ولا يحسن صياغتها لغة إلا شعراء الهايكو.