إليك ربي

للشعر الصوفي مذاق خاص ومكانة مميزة ليس في تاريخ الشعر العربي فقط، ولكن في تاريخ الشعر العالمي. وليس هناك أجمل ولا أرقى من حديث الإنسان مع خالقه سبحانه وتعالى، وليس هناك أروع من نبضات تتسلل من بين جوانحها حبا في الله وإيمانًا برسله. بقى الشعر الصوفي يحتل مكانة بارزة في الشعر والحياة.
وفي ديوان الشاعرة مروة سعيد خيوط من الضوء تسرى في شجن جميل، وإحساس عميق، بين الإنسان والخالق سبحانه وتعالى.
لقد كتبت شعرًا في الحب والحلم والأمل، وعبرت بصدق عن مشاعر المرأة عاشقة ومحبة للحياة.
ولكنها في هذا الديوان الجديد تدخل منطقة أخرى تمامًا، إنها ليست التصوف بصورته التقليدية ولكنها تعبير عن شجون وأحزان وأحلام كثيرة، رأت أن تتجه بها إلى السماء. لا يملك الإنسان أمام مشاعر ربانية غير أن يرحب بها، ويفتح أمامها كل أبواب الأمل، لأننا في النهاية مهما سافرنا ومهما كتبنا ومهما امتدت بنا سنوات العمر بين التجارب والأحلام، نقف في النهاية أمام أبواب السماء نطلب الرحمة، ويملؤنا الأمل في ساحة الغفران.