جريمة عطر
تاريخ النشر:
٢٠١٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
١٢٨ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
كانت تصعد إلى الحافلة عصر كل يوم من أمام مكتب البريد بوجه محتقن و دموع تركت أثرا واضحا على خديها،و أنفها يرشح بلا توقف و عيناها متورمتان،و شفتاها راجفتان، تجتاز المسافة بين باب الحافلة و المقعد الخلفي بتأرجح و إعياء، ثم تجلس ملاصقة للنافذة، فتخبئ وجهها فيها، فأسمع شهيقها يتقطع، و نحيبها يخفت ثم يرتفع، تظل تمسح دموعها وأنفها بكومة كبيرة من المناديل الورقية، وما أن تصل الحافلة قرب المسجد حتى تكون قد ابتلعت صوتها الراجف و جففت دمعها و مسحت وجهها و ترجلت بهدوء.
أذكر ذات مرة أن بكاءها أخذني إلى بكائي، فبكيت أيضا بحرقة، و دسست وجهي في النافذة المجاورة لنافذتها متحاشية نظرات الركاب الذين ظنوا – على الأغلب – أننا نبكي لذات السبب، كان قلبي ينزف أسى كلما صعدت إلى الحافلة، لأترجل منها أمام منزلي بروح محطمة و عينين متورمتين، فمسافة نصف ساعة من البكاء كافية لأسترجع فيها أصغر أوجاعي و أبكيه، بعد أن تنكأ هذه المرأة الناحبة جراحي في شهقة واحدة.
أذكر ذات مرة أن بكاءها أخذني إلى بكائي، فبكيت أيضا بحرقة، و دسست وجهي في النافذة المجاورة لنافذتها متحاشية نظرات الركاب الذين ظنوا – على الأغلب – أننا نبكي لذات السبب، كان قلبي ينزف أسى كلما صعدت إلى الحافلة، لأترجل منها أمام منزلي بروح محطمة و عينين متورمتين، فمسافة نصف ساعة من البكاء كافية لأسترجع فيها أصغر أوجاعي و أبكيه، بعد أن تنكأ هذه المرأة الناحبة جراحي في شهقة واحدة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج