سياسة بالمكسرات

سياسة بالمكسرات

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٥
عدد الصفحات:
١٤٥ صفحة
الصّيغة:
٤٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

كما خلقني الله كائنا ليليا لا نستيقظ ملكات التأمل والتفكير لديه الا بعد أن ينام الآخرون، خلقني أيضا كائنا معاديا بطبيعته لكتابة المقدمات وينفر – لله في لله – من الديباجات المملة والتمهيدات السخيفة. يعني نجيب من الآخر وندخل في الموضوع على طول.
نعم!
بطلة احسان عبد القدوس صرخت في زمن الليبرالية: لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص، وهأنذا في زمن السلفية بالكاد أهمس: لا أستطيع أن أفكر وأنا أقدم. سواء كان التقديم لكتاب يحمل رائحة اعصابي المحترقة أو لبرنامج توك شو أحصد من وراءه الشهرة والملايين رغم سخافته مما يثبت ان ثورة 25 يناير لم تقض على النظام السابق بعد، بالذات فيما يتعلق بأن:
رزق الهبل على المجانين!
وحتى لا أطيل عليكم – قولوا لأ طولي – بين يدي حضرة مولانا القاريء شهادتي المتواضعة على السنوات القليلة الساخنة التي ارتبطت بالثورة
« قبل وبعد» في عمر وطن مكتوب عليهأن يخرج من «نقرة» الحزب الواحد ليقع في «دحديرة» التنظيم الواحد.
لن يغيب عن فطنة معاليك أن القسم الأول من الكتاب اختص بالمشهد السياسي المباشر حيث الأبطال جميعهم بلحية – مرسلة باهمال أو مشذبة بأناقة – والشعب هو الكومبارس، أما الرموز الوطنية على طريقة البرادعي «آسفة.أقصد البوب وليتقبل أنصاره من أولاد الذوات اعتذاري» وحمدين وحمزاوي فلم يعد لهم مساحة في دراما الثورة الا أدوار ضيوف الشرف.
ولأن السياسة بشكل عام مهلكة – على رأي عمنا صلاح جاهين – رأيت أن أرش عليها هنا بعض المكسرات وأسكب عليها قليلا من العسل لعلها تصبح شهية المذاق وخفيفة على المعدة، كما زينتها بحبات الكريز لعلها تسر الناظرين، رغم علمي بقلة حيلة «الماشطة» في مواجهة «الوش العكر».
في الجزء الثاني، أردت الخروج من هذا البهو المعتم الى فضاء الفن والمجتمع. لكن سرعان ما وجدت السياسة تشدني. والتسلط على حواء يستفزني. وكأن القدر كتب علينا أن نعيش في ازدواجية الى الأبد: جماعة في «السلطة» تأمر وتنهي. وجماعة في البيت تعمل «السلطة» لسي السيد.
كلا. والف كلا.
الثورة مستمرة ضد الاستبداد. سواء كان في محيط «الاتحادية» أو محيط العلاقات الزوجية.
لم يتم العثور على نتائج