كسرى الأخير

ما أجمل أن تعيش الماضي البعيد وتحيا في زمن الأساطير! تطل بروحك على سحر الشرق،
يتغشّاك بأنواره ويملأ حواسك بعبق عطره.
إنها دعوة لتعايش زمن كسرى الذي ملك في قبضته عجائب الدنيا على نحوٍ لم يخطر ببالك، وشاد من الملك ما يفوق تصورك!
كسرى الذي بلغ في القسوة والظلم مداه، فإذ بالحب يقهره فيخضع سلطانه أمام سلطان جمالها، ثم هي بغوايتها وطغيانها تسلم له قلبها وتؤثر الموت على الحياة بدونه. ثم الحب الذي يلازم الفتى والفتاة يعيشانه ممزوجًا بالحرمان يسعى إليها وتسعى إليه، وتفرق بينهما الأحداث حتى يلتقيا وقد غادرا سن الشباب ولا يزال القلبان ينبضان بالحب. حب أعظم وأكبر يضحي المرء في سبيله بكل شيء! عرفاه يوم أشرقت في سماء بلادهما شمس الإسلام ففاض على القلوب وسما بالأرواح والأجساد، وأفسح الطريق لتسود الحرية وينعم بها الجميع بعد طول حرمان. ومن الدوافع والرغبات المختلفة يأتي اختلاف الطباع والأخلاق، فتدور صراعات ومؤامرات في أروقة القصر، تتجاوز جدرانه لتدور بين بلدان وممالك. يتصارعون ويتنافسون حتى أفنتهم الدنيا وصاروا ذكرى كأن لم يلبثوا غير ساعة!