أطياف نقدية

هل توجد نظرية نقد عربية ؟ سؤالساخن ، وملح بدأت أطرحه على نفسي منذ أكثر من عقدين من ازمن ، ثم بدأت أسمعه من بعض الدارسين والمشتغلين بالصحافة الأدبية منذ تلك الاونة تقريبا ، وتتفاوت الإجابة عليه بين أغلبية مبكرة أقلية املة. وهو سؤال خطير لأنه يتعلق بالهوية القومية والمصير ويرتبط باللغة والإنجاز الحضاري لأبناء أمتنا ، ولذا فليس هينا أو سطحيا ، ولكن السؤال أيضا بهذه الصيغة" هل يوجد نقد عربي ؟" يشف عن نبرة واضحة من التفاؤل توحي بشئ من الإطمئنان لوجود إبداع عربي ، فالإبداع الأدبي العربي قد أثبت وجوده واكتسب عالميته وأخذ يعمق مساراته بشكل يدعو إلى قدر غير قليل من الثقة ، ولكنه يوحي بجانب هذا الإطمئنان بقدر اخر من القلق على الفكر النقدي والتوتر تجاهه والتساؤل عن قضاياه. نحن إذن ونحن نطرح سؤال النقد نضمر إعزازا واطمئنانا إلى الإبداع وأملا وتشوقا إلى الفكر النقدي كي يواكب هذا الإبداع ويطير بجناحه المقابل له ، كما يكشف السؤال أيضا عن قدر من الشوق ، لدخول منطقة الإنجاز الفكري الحضاري من باب الأدب لهفة ممن يطرحون هذا السؤال على أن يكون لنا في النقد نصيب مثلما للأمم الأخرى ، توحي بأنهم يتوسمون خيرا في النقد ويرجون منه إنجازا ، ويريدون لثقافتنا ولغتنا أن يشيعا قدرا من الثقة في المستقبل.