الفيلم الوثائقي

هناك الكثير من القصص والتجارب والأحداث والقضايا من حولنا، والتي تستحق أن يتم روايتها وعرضها في فيلم وثائقي محبك وجذاب، ففي المملكة العربية السعودية من القصص والحكايات والمواقف والتجارب الناجحة اللامعة التي لا تنتهي، وخصوصا أن المملكة صاعدة الآن نحو رؤية سامية وتسعى لإحداث الكثير من التغيير وتحقيق المزيد من النجاحات. وتتعرض في نفس الوقت للكثير من الهجمات الإعلامية التي تستهدف مقدراتها ونجاحاتها وقيمها، لذلك نحتاج إلى افلام وثائقية عظيمة تظهر الجانب الحقيقي والأصيل من مر قوتها وصمودها.

رأيت بعض صناع الأفلام يحاولون صنع أفلامهم الوثائقية، ولكنهم يواجهون الكثير من التحديات والعقبات التي لا يعرفون كيفية حلها، بل قد يفشل بعضهم إتمام فيلمه او
قد يخرج هذا الفيلم بصورة لا ترتقي لطموحاته وتوقعاته، لذلك جاءت فكرة هذا الكتاب الذي اردت به أن أساعدهم في تحدياتهم. فلكي يستطيع الوثائقي أن ينفذ مشروعه بذكاء وباقل التكاليف والجهد فإنه يتحتم عليه أن يعرف أسرار هذا المجال ويفهم تفاصيل جميع مراحله وإجراءاته وأدواته والحلول العملية، وذلك لكي يتمكن من تحقيق حلمه وشغفه و عرض قصته بأفضل صورة ممكنة.

يتميز الكتاب بشموله وعمقه، إذ أبدع مؤلفه في نقاش أبعاد الفيلم الوثائقي من حيث نشأته ، وأنماطه، وتطبيقاته، مع ربط هذا النقاش وأمثلة لأفلام عالمية وثائقية، كما أن المؤلف، مخرج وثائقي بامتياز، أشركنا خبرته عبر العديد من المواقف والنصائح التطبيقية
من واقع أفلامه الوثائقية التي حصدت ملايين المشاهدات على اليوتيوب الدقة، الوضوح، والمباشرة، هي سمات : صياغة هذا الكتاب، مما جعله مشوقًا، ومتماسكًا، ولا غرابة فمؤلفه مهندس ومخرج معًا.

تركي الشهري باحث ومحاضر في الإعلام والأفلام الوثائقية.