بولاق أبو العلا

بولاق أبو العلا

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٥
عدد الصفحات:
٨٢ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

نسيت أقولك أن معظم بيوت الحي لا يتعدي مساحتها عن 55 أو 45 متر في المُجمل.. لكن كل شبابيكها علي الشارع.. هو فيه متعه أجمل من الفرجة علي شوارع وحواري بولاق...البياعين السريحة وأصواتهم الجميلة وخناقات العيال وماتشات الكورة الشراب وبياع جورنال البلـــوظة اللي بينادي علي حادثة الست التي أكلت دراع جوزها وركلام سينما علي بابا وثلاثة أفلام في بروجرام واحد...ولا الراجل اللي بيرفع كرسي القهوة علي مناخيرة وبيرقص علي المزمار والطبلة.. مهرجان مليان ألوان وبهجة وحرنكش وسكر جلآب وحب العزيز وصوت «إمام» وهو بيعزف علي الربابة الخشب.. «إمـــام» اللي ساكن في الغرفة الضلمة القابعة خلف مخزن البراميل الخشبية...قبل ما تتعبي بمنقوع الصُرَّم مية الطرشي بين قوسين.
علي لمبة سهاري نمرة عشرة يسهر «إمام» يظبـّط أوتار رباباتة الخشبية قبل ماينزل السوق علي فيض الكريم...يسترزق في شوارع وسط البلد وقدام قهاوي شارع فؤاد...ويرجع يفوت ساعة المغربية علي كورنيش النيل يلحق الحبيبة قبل مايهجم عليهم الليل.وتبص البنــــات في الساعات وتتململ الحكايات علي شفايف ا لمِـرواح.
عزف «إمــام» علي الربابة كان بيسحر السميعة...لما النغم اللي خارج منها يتكلم.. مرة يقول بعد الصلاة علي المُــكمّل أحمد أبو سن باسم.. ومرة يقول...أه يا زين.. أه يا زين العابدين...أه يا ورد منـــوّر جوه البساتين.
ومن حلاوة عزف أمــــام ورقص القوس علي سن الوتـــّر...يعتقد الأفندية الجالسين علي القهاوي والحبيبة اللي راكنين ضهورهم علي سور الكورنيش وكوعهم نايم زي القطة النعسانة في حجـــر البنــــات.. أنهم يقدروا يعزفـوا زي «إمام».. تتم البيعة ويقبض التعريفة ويمشي وهو يبتسم ساخراً من حشرجة صوت الغراب الصادرة من الربابة.
لم يتم العثور على نتائج