سهر الورد
تاريخ النشر:
٢٠٢٢
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٢٢٦ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
من يحيى بن حبش بن أميرك إلى يحيى بن حسيب بن حسن الحلوي، أمّا وقد بلغك النداء، فقم، وتوضأ، وامض إلى مرقد شيخ الحنفية في حلب، افتخار الدين الهاشمي، في تربة مقام إبراهيم الخليل، وقل له إنّ شهاب الدين السهروردي يقرئك السلام، ويقول لك إنّ ريحا صرصرا ستأتي على حلب، وسيخرج من غبارها خراب ودمار يلتهم أكثر المدينة، والحلوية منها، فليدفع، ومريديه، الأذى عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
كنتُ أمضي من حرف إلى حرف، ومن كلمة إلى كلمة، وأتلفت حولي في الغرفة، وأتلمس وجهي، وأمسح على جبيني، وأتثبتُ من ضوء المصباح، ومن النافذة المغلقة بإحكام. كان كلّ شيء كما كنت أرى، الكتاب الذي لم تكن الورقة فيه عندما أغلقته وحاولت النوم، وكأس الماء الذي شربت، والورقة نفسها وهي ترمقني بحبرها الأسود الذي كانت رائحته تنفذ إلى أنفي كما لو أنه خارج لتوّه من دواة.
أعدتُ قراءة الورقة غير مرة، واستعدتُ اسما بعينه فيها، السهروردي، الاسم الذي أعرفه تماماً، وكنتُ عرفتُه أوّل مرة قبل ما يزيد على ثلاثة عقود. كنت بصحبة أمّي وأنا في نحو التاسعة، وكان من بعض شغفي أن أقرأ كلّ ما تقع عيناي عليه في الطريق. لم نكد، أمّي وأنا، نبلغ أوّل بوّابة القصب، حتى قرأت: مسجد السهروردي.
كنتُ أمضي من حرف إلى حرف، ومن كلمة إلى كلمة، وأتلفت حولي في الغرفة، وأتلمس وجهي، وأمسح على جبيني، وأتثبتُ من ضوء المصباح، ومن النافذة المغلقة بإحكام. كان كلّ شيء كما كنت أرى، الكتاب الذي لم تكن الورقة فيه عندما أغلقته وحاولت النوم، وكأس الماء الذي شربت، والورقة نفسها وهي ترمقني بحبرها الأسود الذي كانت رائحته تنفذ إلى أنفي كما لو أنه خارج لتوّه من دواة.
أعدتُ قراءة الورقة غير مرة، واستعدتُ اسما بعينه فيها، السهروردي، الاسم الذي أعرفه تماماً، وكنتُ عرفتُه أوّل مرة قبل ما يزيد على ثلاثة عقود. كنت بصحبة أمّي وأنا في نحو التاسعة، وكان من بعض شغفي أن أقرأ كلّ ما تقع عيناي عليه في الطريق. لم نكد، أمّي وأنا، نبلغ أوّل بوّابة القصب، حتى قرأت: مسجد السهروردي.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج