خادم المصباح السحري

خادم المصباح السحري

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
عدد الصفحات:
٧٤ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

البيت أشبه بقصرٍ عتيق، يبدو مهيبًا، يقف منفردًا بينما تحيط به المزارع من كل جوانبه، بيت من دورين فقط، لكن السقف عالٍ والأبواب مرتفعة وسميكة، رغم تلك الضخامة والشموخ فإن الحوائط كانت تقف عارية بلا أي زينة اتخذتها، وكذلك الأسقف جرداء، الحوائط مدهونة بجيرٍ بهت لونه والسقف بجيرٍ أبيض مال مع الزمن للصفرة. لم ينسَ والده أن يكلف بتنظيفه قبل قدومهم؛ لذا وجدوه نظيفًا رغم الانقطاع الطويل عنه.

أول ما فكر فيه طارق حين دخل البيت أن يعثر على غرفة قصية بعيدًا عن ضوضاء أخيه وأخته، بإمكانه أن يتخلص من ضوضائهما وعنتهما أخيرًا، لكنه لم يظهر تلك الرغبة، تركهما ليختارا الحجرة التي يريدان في البداية، جريا هنا وهناك، أخته في السابعة من عمرها، وأخوه في الرابعة.

قفزا على السلم الخشبي الواصل للدور الثاني بينما وقف هو في منتصف بهو البيت يتأملهما وتنفرج شفتاه، مهما كانت الغرفة التي سيختارانها، فسوف يختار أبعد حجرة عنها.

صعدت والدته خلف الطفلين، خشيت من أن تذل قدم أحدهما فيسقط من أعلى السلم، كانت متوترة كذلك، فالسلم فيما يبدو لم يستخدم منذ زمن طويل، يطلق صريرًا مخيفًا تحت وقع الخطوات من آن لآخر.

اختارا حجرة واسعة في الدور الثاني قريبة من حجرة النوم الرئيسية التي سيقيم فيها والداهما كما توقع، ابتسم لنفسه ولمعت عيناه، خطا في تؤدة مبتعدًا، مستكشفًا الجانب القصي من البيت، إلا أن نداءات أبيه أعادته.
لم يتم العثور على نتائج