زمن القص

زمن القص

شعر الدنيا الحديثة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
عدد الصفحات:
٥٣١ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

“والحق أن المناقشات التي أثارها “زمن الرواية” وردودي عليها، والمضي في تأصيل دلالات ما أقصد إليه من معانٍ ودلالات لهذا الزمن هي التي جعلتني أستبدل “بزمن الرواية” زمن القصّ، وأن أقرن العنوان الجديد بجملة نجيب محفوظ التي تصف القصّ، أو فن القصة بعامة، بأنه شعر الدنيا الحديثة وذلك على ما ورد في دفاعه عن الفن الذي أحبه، وخصص له حياته كلها، فكافأته الدنيا الحديثة بجائزة نوبل.

وأظنني قدمت في الطبعة الجديدة من كتابي “الجديد” تأصيلا مختلفا لنشأة هذا الفن وتطوره في آن. فمن الواضح أنني لست مع المدرسَة التي ترى أننا استوردنا فن القصّ(Narration) من الغرب تماما، أو أن رواية “زينب” سنة 1913، هي الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث، فأنا من الذين يؤمنون بأن فنَّ القصّ تأسَّس في الأدب العربي نتيجة عاملين: عامل داخلي يتصل بتقاليد القصّ العربي وأنواعه السردية المختلفة، ابتداء من السرد التاريخي، وليس انتهاء بالقصّ الرمزي الفلسفي والصوفي، فضلا عن الملاحم أو السِّير الشعبية. وإذا أنكرنا وجود هذا العامل كذَّبتنا روائع قصصية معترف بها في العالم كله مثل “ألف ليلة وليلة” أو ما يماثلها في التأثير. أما العامل الثاني فهو العامل الخارجي الذي يتصل بالرواية الأوربية وتقاليدها وتحوّلاتها في الوقت نفسه.

وأظنُّ أن هذه النظرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في صياغةٍ منهجيةٍ، لا تنكر عظمة ترائها القصصي وفتنة العالم كله به، كما لا تنكر التفاعل الطويل والمستمر بين الموروث والوافد في التاريخ وبالتاريخ، وذلك على نحو يؤدي إلى التكامل في المنظورين بين فن القصّ الذي ظهرت بوادره في منتصف القرن التاسع عشر، أو في عمل موازٍ، وعبر مرور السنوات تطور هذا النوع من القصّ إلى أن صعد على يدي محمد حسين هيكل وأبناء جيله الذين أعادوا إنتاج النموذج الغربي الأوربي، في سياق صعود الوعي الوطني الذي كانت ثورة 1919 أحد انفجاراته
لم يتم العثور على نتائج