الشهادة والاحتجاج في الرواية

تناول حسن سامي يوسف في رواياته قضايا الذات المتأزمة ضمن انعطافات تاريخية متعددة، لذلك نجد تباينًا بين أشكال البناء الفني لرواياته؛ تبعًا لتنوّع قضاياه وزمن الشخصيات التي يطرحها، إذ تتوزع غالبًا بين البناء الحديث والبناء الجديد للرواية العربية، وبنية السرد الغنائي تحديدًا. لقد صوّر الكاتب في رواياته مجموعة من القضايا الوطنية والاجتماعية والقومية، فعالج فيها موضوعات حياتية متنوعة، مثل اليتم والحب والفقر والوحدة والخيانة والعقم وصورة المرأة والأسرة وغيرها من الهموم الذاتية. كما تناول القضايا الوطنية المنبثقة من الهم الوطني الفلسطيني، كقضية اللجوء، والمقاومة، وازدواجية الهوية الفلسطينية. وعكست رواياته صورة العلاقة بين الفلسطيني وأخيه العربي، طارحة مجموعة من القضايا القومية المؤثرة في بناء الشخصية الفلسطينية والعربية، كما عبّرت عن الهم الإنساني الوجودي، فخلقت عالمًا فنيًّا مُشاكلًا ومُشاكسًا للواقع. وهكذا نجد أن البناء الفني والبناء الموضوعي قد امتزجا في روايات حسن سامي يوسف، مُشكّلَين فضاءً روائيًّا رحبًا زاخرًا بالقضايا الوطنية والقومية والاجتماعية والفلسفية، فجاءت رواياته كاشفة وشاهدة.