الورقة في الحائط

ليس هذا الكتاب رواية وحسب، لكنّه مدوّنة اجتماعيّة في عادات الشّركس وطباعهم، وصلات حاضرهم بماضيهم، غلّفتها الكاتبة في قالبٍ سرديٍّ حقّق مرادها وكان أقدر على الرُّسوخ في ذهن القارئ. ولعلّ السّياقين الزمانيّ والمكانيّ المرتبطين -على ما تُنبئ به روح الرّواية- بانتماء الكاتبة نفسها إليهما، منحا العمل صدقًا فنيًّا عاليًا؛ فثمة أسلوبٌ سهل ممتنع، ولغة سلسة، وشخصيّات واقعيّة، وأمكنة مألوفة، وأحداث يوميّة تبدو معتادة في ظاهرها غير أنّ إخراجها في قالب فنّيٍّ أدبيٍّ يحتاج قدرة على الموهبة والابتكار، هذه العناصر ائتلفت جميعُها فمكّنت القارئ من أن يُطلّ على عمّان الثمانينيّات والتّسعينيّات من القرن العشرين، ليعيش يوميّاتها وهموم ناسها ودفء العلاقات في ما بينهم.