أسواق الذهب
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
١٦٦ صفحة
الصّيغة:
١٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
[كتب المؤلف هذه القطعة بمناسبة اجتيازه قناة السويس في طريقه إلى الأندلس التي اتخذها محل إقامة له إبّان الحرب. وهي درس جميل بليغ في تاريخ مصر منذ أقدم العصور، نسج فيها نثرًا على المنوال الذي نسج عليه شعرًا في قصيدته الهمزية المشهورة التي قدّمها إلى المؤتمر الشرقي الدولي الذي عقد في مدينة جنيفا في سبتمبر سنة 1894. ولئن أشار فيها أكثر من مرة إلى إسماعيل فلأنّ فتح هذه القناة تمّ على عهد ذلك الأمير العظيم بعد تذليل صعاب كثيرة. وكان افتتاحها في 17 نوفمبر سنة 1869م–1286ه وقد دعا الخديو إسماعيل إلى هذا الافتتاح جميع ملوك أوربة وأُلوفًا من الأمراء والسفراء وأقطاب السياسة وحملة الأقلام وأرباب الفنون والصنائع والتجارة حتى ضاقت بهم القصور، فنصب لهم في الصحراء ألف سرادق، وأنزل الإمبراطورة أوجيني «عقيلة الإمبراطور نابليون الثالث» وسائر الملوك وأمراء الأُسرات الملكية في قصر منيف شاده خصيصًا لهم. وفي 16 نوفمبر أٌيمت حفلة دينيّة اشترك فيها مشايخ الإسلام وأساقفة النصارى وكهنة اليهود. وفي الصباح التالي ابتدأ الاحتفال بإطلاق المدافع ثمّ تقدم يخت الإمبراطورة «أوجيني» في القناة وتبعه يخت «فرنسوي جوزيف» إمبراطور النمسة ويخت «فردريك غليوم» أمير برسية، فيُخُوت سائر الملوك والأمراء فالسفن المقلة للمدعوّين والمتفرجين وعددها 68 سفينة. ولما بلغ اليخت الإمبراطوري بحيرة التمساح حيّته ثلاثة مراكب حربية مصرية بإطلاق المدافع، فجاوبتها مدافع البرّ وعزفت الموسيقى وهتفت الجماهير المحتشدة على الشاطئ من القبائل والأقوام المختلفي الجنسيات. وكان الخديو إسماعيل قد جمعهم في الإسماعيلية من كل أنحاء مصر والصحراء والسودان ومعهم نساؤهم وأولادهم ونوقهم ومواشيهم وغزلانهم فكان منظرُ تلك الأُلوف — من بدو وحضر ودراويش ومغاربة وسودانيين. الخ بأزيائهم وألوانهم المختلفة — مشهدًا فريدًا في بابه قلما أُتيح للعين أن تقع على مثله وفي يوم 19 خرجت السُّفن من بحرية التمساح إلى البحيرات المرّة. وفي اليوم التالي بلغت البحر الأحمر قبيل الظهر بعد أن اجتازت القتال. ومن ذلك العهد فُتحت هذه الطريق للمراكب]
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج