الفلسفة في الشرق

الفلسفة في الشرق

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
عدد الصفحات:
٣٤٧ صفحة
الصّيغة:
١٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

لقد نشأ عن تلك الحضارات تیارات متباينة، سواء في الغرب أم في الشرق، ولكنها برغم هذا التباين نجدها قد احتفظت بشيء من أصلها، وما فتئت تتصل بعضها ببعض خلال العصور والأجيال. وكلما تقدمت بحوث العلماء الذين اختصوا بالدراسات الهندية والصينية، وكلما كثرت الكشوف التي تزيد يوما بعد يوما في معارفنا عن آسيا الذاهية في أغوار التاريخ، فتقفنا بدقة - حتى في التفاصيل - على ميادين في التفكير لم يكد يعرف عنها إلا وجودها، كلما كان هذا، تحققنا عمقا لا شك فيه في التفكير في ذلك الزمان والمكان حيث فكر أولئك الأسلاف، وصلة حقيقية لا مرية فيها في الرأي والفكر أعطت المعارف الإنسانية اتجاها مشخصا إيجابياً.

وبديهي أن العقبات التي قامت في هذا السبيل كانت كئوداً، وكان أهمها أن النظم التاريخية التي تعرضت لهذه الميادين الغريبة عن فقهنا اللغوي القديم لم تكن لتستطيع أن تصل إلى درجة من الخصب يطمأن إليها وتؤتي ثمارها، ما لم يقترن بها تخصص في طبيعة الأسانيد المكتشفة، وبخاصه لغاتها.

فتقسیمات تلك النظم التاريخية، وإن كانت من الطرق التي تجعل البحث سهلاً، إلا أنها لا تتفق وتسلل الوقائع تسلسلا حقيقياً، بل ربما حال هذا دون فهمها حتى بالنسبة للعقول الناضجة الكبيرة. ويضاف إلى ذلك أنه إذا كان ينقص الفلاسفة الإعداد اللازم، ليأخذوا بنصيب في هذا العمل، ففقهاء اللغة كذلك لا يميلون إلى تاريخ الآراء والتفكير الفلسفي، بل إنهم ليفضلون أن يقصروا همهم على فحص « الطقوس » والتقاليد الاجتماعية ليتسنى لهم تحديد أصول الكلمات.
لم يتم العثور على نتائج