قميص البحر
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
١٢٠ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
بجواره. بجوار البحر، النائمون على طاولة الليل، يطوون أذرعتهم تحت رءوسهم كوسائد صغيرة، بجواره الشحاذون الذين لم يبسطوا أيديهم بعد، والبائعون الذين لم يفكوا أكياس بضائعهم ليفترشوا بها الأرصفة، بجواره. بجوار البحر تنام النخيلات وتصحو، والتماثيل التى تترك قواعدها الرخامية، وتتمشى فى صبر نحوه، المآذن عالية ترنو إليه فى صمت، تترك لصوته تلك الساعة من الصباح الباكر، الصيادون يرمون صناراتهم وينتظرون بصبر، يتلبثون حتى تأكل السمكات طعمتها، ويرفعون صناراتهم فارغة ويبتسمون. فى هذه الساعة من الصباح أبتسم لأن صاحب الدراجة لن يتبعنى على طول الشاطئ فى غدوى ورواحى فلقد بدّلت مواعيدى مع البحر، تركت له الليل، واخترت هذه الساعة من الصباح، مضيت إلى الجسر، لا أعرف هل بى حاجة إلى أن أعبره. مقاعد الكازينو خالية من روادها تمد أيديها وأرجلها فى ماء البحر، تنشر أشرعتها من قلع المراكب، وتحتسى قهوتها فى صمت، الشبابيك الزرقاء تغنى لملاحين بسواعد سمراء فتية. ينزلون بسيقانهم القوية، ويغرسونها فى البحر كالأوتاد، لن يطاردنى رجل الدراجة مدمدما بما لا أعرف، لن يأخذ خلفى دورة زمنية كاملة وأنا أدس يدى فى فم فواكه البحر، وأضع أناملى فى شق أم الخلول، وأمس شفتى البكلويز فيخرج لسانه للرمل فأبتسم، لى هذه الساعة من البحر.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج