كازنوفا المصري
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٧٧ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
صباح مارس البارد أطل على الشارع الخالي من دبيب الأقدام البشرية. وحركة طيور السماء المتثاقلة. المختبئة في الأشجار تنتظر انقشاع الضباب. وخمود ذلك التيار الهوائي الذي أتى من أقصى مناطق الغرب الشمالية ليمنع الرؤية في شارع الجيش المواجه لميدان العتبة.
لم تستطع عيناه الضيقتان خلف زجاج النظارة السميك أن تلمح ذلك الصبي الذي يحجل ويرفع عقيرته بأسماء مألوفة لبعض الصحف الحكومية. إذ كان الضباب مخيما على كل شبر في الشارع. وكانت مقاعد المقهى المنزوي في ركن من أركان الشارع خالية بعد استكمال عددها. وكانت حركته العفوية تزداد رسوخا كلما اقترب من حافة المقهى.جاء الصبي الذي يحجل، ميز ملامحه بصعوبة. أدرك حاجته لصحيفة. استوقفه. لكن الصبي استكمل مسيرته ومضى حتى دون أن يلتفت. ومازالت عقيرته تضرب الهواء البارد بشدة «أهرام، الوفد، الجمهورية، اقرأ الحوادث». عن له خاطر مفاجئ ضرب نافوخه وهو يضبط الكرسي على مقعدته. «لماذا لا يعدو خلف الصبي ويأخذ منه صحيفة رغما عنه !؟». حملق أمامه خلال الضباب. الصبي اختفى. وعقيرته مازالت تخترق الضباب الباهت، وتسرى مع الهواء البارد خلال بنطاله بلوغا لعضوه الذكري المقعد. لم يتشجع على المضي خلف خاطره النشط. استقر أخيرا فوق المقعد القش يسب الصبية وباعة الصحف ويسأل عامل المقهى الذي ظهرت ملامحه غير المرحبة من وسط زحام الضباب. «من فضلك فنجان قهوة».
لم يمض عامل المقهى أبعد من خطوتين. ولم يحتمل هو أكثر من كلمتين أرسلهما له عامل المقهى الغاضب خلال الهواء البارد، لم يتمكن الضباب من حجبهما. قفز بهامة ممشوقة. قرر الولوج خلف ضؤ انبعث فجأة خلال زجاج النظارة السميك. مضى يتحسس جيوبه الخالية من النقود والأشياء القديمة التي اعتاد جمعها من الطريق صباح كل يوم.
اقترب من الميدان لما انبلجت الشمس. وازدحمت طيور الصبح تملأ السماء فوقه وحتى موقف الأتوبيسات. أخرج يده من جيبه , ضم اصابعة الأربعة وقبضهما ورفع إبهامه. لوح لسائق الأتوبيس الذي كان يدير محرك سيارته استعدادا لأول دور. «اوكي». لوح له السائق مبتسما جدا خلال زجاج السيارة «اوكي».
لم تستطع عيناه الضيقتان خلف زجاج النظارة السميك أن تلمح ذلك الصبي الذي يحجل ويرفع عقيرته بأسماء مألوفة لبعض الصحف الحكومية. إذ كان الضباب مخيما على كل شبر في الشارع. وكانت مقاعد المقهى المنزوي في ركن من أركان الشارع خالية بعد استكمال عددها. وكانت حركته العفوية تزداد رسوخا كلما اقترب من حافة المقهى.جاء الصبي الذي يحجل، ميز ملامحه بصعوبة. أدرك حاجته لصحيفة. استوقفه. لكن الصبي استكمل مسيرته ومضى حتى دون أن يلتفت. ومازالت عقيرته تضرب الهواء البارد بشدة «أهرام، الوفد، الجمهورية، اقرأ الحوادث». عن له خاطر مفاجئ ضرب نافوخه وهو يضبط الكرسي على مقعدته. «لماذا لا يعدو خلف الصبي ويأخذ منه صحيفة رغما عنه !؟». حملق أمامه خلال الضباب. الصبي اختفى. وعقيرته مازالت تخترق الضباب الباهت، وتسرى مع الهواء البارد خلال بنطاله بلوغا لعضوه الذكري المقعد. لم يتشجع على المضي خلف خاطره النشط. استقر أخيرا فوق المقعد القش يسب الصبية وباعة الصحف ويسأل عامل المقهى الذي ظهرت ملامحه غير المرحبة من وسط زحام الضباب. «من فضلك فنجان قهوة».
لم يمض عامل المقهى أبعد من خطوتين. ولم يحتمل هو أكثر من كلمتين أرسلهما له عامل المقهى الغاضب خلال الهواء البارد، لم يتمكن الضباب من حجبهما. قفز بهامة ممشوقة. قرر الولوج خلف ضؤ انبعث فجأة خلال زجاج النظارة السميك. مضى يتحسس جيوبه الخالية من النقود والأشياء القديمة التي اعتاد جمعها من الطريق صباح كل يوم.
اقترب من الميدان لما انبلجت الشمس. وازدحمت طيور الصبح تملأ السماء فوقه وحتى موقف الأتوبيسات. أخرج يده من جيبه , ضم اصابعة الأربعة وقبضهما ورفع إبهامه. لوح لسائق الأتوبيس الذي كان يدير محرك سيارته استعدادا لأول دور. «اوكي». لوح له السائق مبتسما جدا خلال زجاج السيارة «اوكي».
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج