لا تكره نفسك

في الحقيقة إن فكرة هذا الكتاب لم تأتني فجأة، إنما تجمعت بداخلي مع مرور الوقت في أثناء محاولاتي الدءوب لفهم ذلك المخلوق المعقد. الإنسان.

فلقد وجدت نفسي أجد متعة حقيقية عندما أقع على سر من أسرار كيف يفكر الإنسان، وكيف يتفاعل، وماذا يشعر، وأصبح هذا هو شغلي الشاغل، التوغل أكثر داخل أعماق هذا الكائن، والبحث داخل مكنونات نفسه، ومحاولة التنبؤ بردود أفعاله في مختلف المواقف والظروف.

وعندما وجدت متعتي - كما قلت- في هذا، وددت مشاركة الآخرين فيما توصلت إليه _بجهدي المتواضع_ من خبايا وحقائق قد لا يعرفها الشخص نفسه عن نفسه.

تلك الأحداث والقصص التي يحويها الكتاب، أحداث واقعية جدا حتى إني لأعجب أن يجد أي شخص نفسه فيها، فأنا نفسي وجدت نفسي فيها.

كل ما حاولت الوصول إليه، هي تلك المشاعر الدفينة التي تعتمل بداخلنا دون أن ندركها، أو نحاول فهمها، وربما خجلنا من أن نعترف بها.

هذا الكتاب ليس محاضرة في الأخلاق، ولا وعظا دينيا، فأنا غير مؤهلة لذلك، ولا أرقى لمستوى الوعاظ الحقيقيين، إنما هو كما قلت مجرد محاولة بسيطة لفهم النفس البشرية التي نجهل عنها أكثر مما نعلم.