بلد الدم والعسل

بلد الدم والعسل

زمن خليل أبو زيد

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
عدد الصفحات:
٢١٠ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

سنةٌ كاملةٌ، هي فترة حداد “شُكر” على زوجها، ارتدت فيها الملابس السوداء، ثم عادت إلى الخروج والإشراف على مشغل السُّوار والحُليّ. لا تعرف متى بدأ شغفها بالشاب حسني الذي يصغرها بأكثر من خمسة عشر عامًا، ابن الشيخ صالح عبد النعيم قريبها من ناحية الأب، تختلق أسباب زيارتها اليومية للتحدُّث مع والدة حسني، تحمل معها أطباق الطعام الشهيّة التي تجيدُها، أو تقدم طرحةً مُطرّزةً بالخرز الأسود من صنع مشغلها الزاخر بالكثير من المنتجات النسائية، من حينٍ إلى آخر تستأذن في أن يصطحبها الشاب إلى القاهرة؛ لشراء بعض مستلزمات المشغل؛ لتكون فرصة لمزيد من الاقتراب الدافئ رغم فارق العمر بينهما.

دائمًا يجدونه أول الحضور إلى المسجد لصلاة الفجر، يقيم ركعتين ويرفع يديه بالدعاء، يقفون بجواره ثم يتخذ كل منهم موضعه في الصفوف الأمامية التي تزداد قليلًا مع بداية الصلاة.

جلس بجواره الشيخ صالح عبد النعيم من أعيان المنيا، يمتلك خمسمائة فدان لزراعة الفاكهة ومثلها لزراعة القمح، يرتدي عباءة كحلية اللون وعمامته البيضاء، ضخم الهيئة، غالبًا ما يجلس في الصف الأول، في ذلك اليوم كان حريصا أن يجلس بجوار العمدة “أبوزيد بك“.

بعد الصلاة، همس صالح عبد النعيم في أذن العمدة: هناك موضوع يهمني رأيك فيه.

العمدة: مرحبًا بك في أي وقت يا شيخ صالح، كما تعرف الدوار مفتوح لكل أهل دير مواس، أشعر بألم في ساقي اليمنى؛ سوف أبقى في الدوار، في انتظارك بعد صلاة المغرب.
لم يتم العثور على نتائج