أبناء نور

على ركبتها جاثية تقاوم الدوار والغثيان اللذين يعصفان بها، هو يجلس بجانبها مقيد لا يتحرك ولا يقاوم، قامت من مكانها على الرغم من الدوار تحاول التقاط أنفاسها قبل أن تسافر عائدة إلى زمنها، رفعت نظرها لتنظر ناحية باب المضيفة الذي كان أمامها لترى أن هناك من ينظر إليها من فترة ليست بالوجيزة، أدركت أنهم كانوا هنا لعدة دقائق منذ وصلت ينظرون لها وقد جحظت عيونهم وفُتحت أفواههم جزعًا، صامتين لا يصدر منهم صوت غير أنفاسهم، صدورهم تعلو وتهبط وهي تنظر لهم مُترقبة، تتوقع أن يقبضوا عليه، ولكنها لم ترد أن يراها أحد في خلال سفرها، فكسرت هدوء الجو بنبرة تملؤها السخرية والتشاؤم