مدائن اللهفة

كثيرا ما أتساءل: هل تشعر المدن بالبشر؟ تفتقجهم؟ تشتاقهم؟ هل للمدن قلوب تحن، تتلهف، تحزن، تفرح؟ أم أنها قلوبنا هي التي تنفطر اشتياقا وتنغمس في اللهفة إلى حدّ الألم؟ هل تحمل المدن ثقل تاريخها وذاكرتها وحكايا من استوطنها؟ أم أنها لا تأبه بكل ذلك؟ أقف أمام لوحة الياسمين الدمقشي فيغمرني الحنين لهذه المدينة، تنتزعني رغماً عني، تسلبني قلبي، أشتاق لها ولا أراها، أغادرها ولا تغادرني.ينتشلني أحدهم من حنيني و ينتهك صمتي، يسألني بصوت فيه لثغة محببة: -هل أنتِ من رسم هذه اللوحة؟