نياندرتال

في أجواء مثيرة حيث تظهر مخلوقات غريبة: ذئاب عملاقة مرقطة، وفهود بحجم القطط، وثعبان له أرجل، يجد "عمر" نفسه في أرض مجهولة، محتجزا بواسطة بشر النياندرتال يجرون عليه تجربة غامضة، ومعه سجينة أخرى هي (شادية) حيث يسجنونه في إحدى الجزر في (أديتيا) حيث يعيش النياندرتال. هنا تتشكف لنا العلاقة بين الأسيروالسجان، حيث نرى أن سكان (أديتيا) ليسوا جميعا من الأشرار، فمنهم من ينتمون للمقاومة ويسعون لتهريب عمر وشادية مثل (شاوريا) و(بروفاتارا) ابنة احد زعمائهم. ورغم أن ذلك العالم غير المعروف لنا يبدو أرضا سحرية فاتنة، إلا أن "شادية" تريد العودة إلى وطنها، لكن "عمر" حائر بين العودة لوطن يرى أنه حرمه الكثير من أحلامه وبين الاستقرار في أديتيا باحثا عن وطن جديد، حيث يبدو مذهولا بالطبيعة والحياة الجديدة التي قد يوفرها له النياندرتال
إنها رواية مقلقة، تُسائل افتراضاتنا التي نعتبرها مسلمات حول كوننا - كبشر عصريين- نتربع على قمة سلم التطور. بالإضافة إلى كونها مغامرة مثيرة، فإن نياندرتال تشير إلى أننا جميعا نمتلك بداخلنا مصادر القوة التي نحتاجها لننجح في بلوغ ما نطمح إليه فقط لو لدينا الثقة بالنفس كي نخاطر ونجرب.
"نياندرتال التجربة" رواية يمكن اعتبارها في إحدى مستوياتها صرخة ضد محاولة الإنسان تشكيل البيئة على صورته. كذلك فالنخبة الحاكمة في "أديتيا" تحرص على إبقاء النياندرتال الآخرين في حالة من الفقر والبدائية وهو ما لا يختلف كثيرا عن عالمنا وتشكيلاتنا الاجتماعية المتعارف عليها