ميراث الخوف

ميراث الخوف

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٤
عدد الصفحات:
٢١٧ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

نعم يا بني.. إن الحياةَ رمضاءُ بدون أحباب.. أستغل الثواني قبل الدقائق فهي عمرك الذي ستُسأل فيما أفنيته.. أجعل علاقتك بالجيران على مسافة واحدة من قلبك.. لا تتدخل في شئون أحد، إلا إذا طلب منك ذلك.. هم غرباء عنك في النسب، لكن أقرباء لك بالمحبة والمكان.

منذ ذلك اليوم، بعد أن توفي والدايّ في حادث سير، حيث رفعتهما شاحنة مسرعة يقودها سائق ثمل، من نهر الطريق أثناء عبورهما معاً على الكورنيش، لتلقي

بهما على الرصيف مهشمي الرأس.. احتضنني جدي وجدتي.. كما كان والدي يحتضن والدتي وهما مضرجان في دمائهما على رصيف الموت.. أذكر جدايّ وهما ينتحبان.. يحاولان التسرية عني، فيزداد نحيبهما مما يسمعانه من كلمات يطلقها قلبي قبل لساني، حزناً وشوقاً وفراقاً.

لم أكن صغيراً حتى يستطيعا الضحك عليَ ببعض الكلمات، والحلوى.. كذلك لم أكن كبيراً بالقدر الذي يسمحُ لي بالاعتماد على نفسي في الحياة، حتى وإن كان معاشي من والدي كبير، فقد كان مهندساً في أحدي شركات البترول بالعامرية..

بعد أن انتقلت للإقامة مع جدي وجدتي في منطقة سبورتنج، حيثُ العمارة التي شيدها جدي منذ عشرينيات القرن العشرين، من خمسة طوابق، كل طابق به خمس شقق، ويقطن هو في أحدي شقق الطابق الخامس والأخير.. يقول لي:

- لقد أخترت الطابق الأخير حتى أري البحر من غرفة نومي.. فواجهة العمارة على شارع بور سعيد، وهي واجهة قبلية، لذلك جعلت غرف النوم كلها من الخلف، لتواجه البحر، وصممتها بشرفات تسمح بالجلوس فيها والاستمتاع بنسيمه المنعش.
لم يتم العثور على نتائج