تماثيل كريستالية

عبر ثلاثة خطوط متوازية وفي ثلاثة أمكنة متباعدة ترسم رشا عبدالله سلامة في روايتها الأولى مصائر شخصيات هذا العمل الذي يبشر بالكثير، عبر كثافته الشديدة وحرارته العالية، وقدرة صاحبته على التحرك بحرية متتبعة مسارات فلسطينية لا تلتقي، وحالات مختلفة في وعيها وعمق تجاربها، في غضبها وانكسارها وفجيعتها بنفسها وبمن حولها
وعلى الرغم من صغر حجم الرواية، إلا أن الكاتبة استطاعت أن تعطينا ذلك الحس بالامتلاء، سواء من حيث تعدد أحداثها، أو تعدد الأمكنة وحضورها المؤثر في حياة الشخصيات أو ذلك الرحيل المتواصل لخارج أبعد، أو لدخل إنساني يزداد قتامة كلما ازداد عدد السنوات التي تفصل الفلسطيني عن وطنه وعن نفسه
إنها رواية عن ضياع الطريق، واختلاط النور بالظلمة وانقلاب الروح على ذاتها وقد أدركت الخديعة: خديعة الآخرين لها وخديعتها لذاتها
ليل طويل. يخيم على عالم الشخوص، ويعتصر حياتهم حيثما كانوا، رغم تلك النهاية المفتوحة الأشبه بنافذة ضيقة، والتي قد لا تكون كافية أبدا لدخول الشمس.