السردية العربية الحديثة
تفكيك الخطاب الاستعماري واعادة تفسير النشأة
تاريخ النشر:
٢٠١٧
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٥١١ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
استدرجت قضيّة أصول الرواية ومصادرها ونشأتها وريادتها، باعتبارها لبّ السرديّة العربيّة الحديثة، آراء كثيرة، منها: ما ينكر على الموروث السرديّ القديم إمكانية أن يكون أصلا من أصولها، وآخر يراه حضنًا ترعرعت بذورها في أوساطه، وغيره يؤكد أنّه الأب الشرعيّ لها. وثمّة آراء تراها مزيجًا من مناهل عربيّة وغربيّة، وهنالك أخيرًا الرأي الشائع الذي يرى أنّ الرواية مستجلبة من الأدب الغربيّ، وأنها دخيلة على الأدب العربيّ من ناحية الأصل والأسلوب والبناء والنوع، وأنّ المعايير المشتقّة من الرواية الغربيّة هي التي شاعت، ووظّفت فيها؛ وعليه فهي بمفهومها النوعيّ، نبتة مستعارة من بستان الغرب، وقد لاقت رواجًا؛ لأنّ الثقافة الغربيّة هيّأت لها أرضيّة مناسبة في القرن التاسع عشر، فيسّرت أمر ظهورها وقبولها. الرواية العربيّة، طبقًا لهذا الرأي، في أرقى نماذجها وأشكالها، إنّما تنحو منحًى غربيًّا في نوع من المحاكاة المكشوفة لما استحدث في الرواية الغربيّة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
ومن الواضح أنّ هذه الآراء تتشابك وتتقاطع، ثم تتعارض وتتناقض؛ لأسباب، منها: أنّ أحكامها لا تستند إلى أرضيّة شاملة من التصوّرات التي تأخذ بالحسبان كلّ الظواهر الثقافيّة المعقّدة التي شهدتها الثقافة العربيّة في القرن التاسع عشر، فتلك الآراء جرّدت النوع الروائيّ من أبعاده الشاملة، وبالغت في تضييق خصائصه السرديّة، وقصرته على بنية محددة لها صلة بالرواية الغربيّة. إلى ذلك فكثير من الآراء أراد انتزاع الرواية من سياقها الثقافيّ الذي غذّاها بخصائصها العامّة، وحدّد وظيفتها التمثيليّة، فتصطنع تلك الآراء للرواية رصيدًا مستعارًا من سياق آخر.
ليس ثمّة موضوع التبست حوله الآراء وتضاربت مثلما حصل لموضوع أصول السرديّة العربيّة الحديثة، وفي مقدمتها الرواية، ويعود ذلك إلى تغليب مرجعيّة مؤثّرة على أخرى، أو اختزال ظروف النشأة إلى سبب دون آخر، فضلا عن الميل الواضح إلى اعتماد مبدأ المقايسة بينها وبين السرديّات الغربيّة الحديثة، فلم يول اهتمام موضوعيّ للبحث في المهاد الثقافيّ الذي أدّت تفاعلاته إلى مخاض صعب وطويل، تبلورت ملامحه خلال عشرات السنين، فيفضي إلى ظهور الشكل السرديّ الجديد: الرواية العربيّة.
ومن الواضح أنّ هذه الآراء تتشابك وتتقاطع، ثم تتعارض وتتناقض؛ لأسباب، منها: أنّ أحكامها لا تستند إلى أرضيّة شاملة من التصوّرات التي تأخذ بالحسبان كلّ الظواهر الثقافيّة المعقّدة التي شهدتها الثقافة العربيّة في القرن التاسع عشر، فتلك الآراء جرّدت النوع الروائيّ من أبعاده الشاملة، وبالغت في تضييق خصائصه السرديّة، وقصرته على بنية محددة لها صلة بالرواية الغربيّة. إلى ذلك فكثير من الآراء أراد انتزاع الرواية من سياقها الثقافيّ الذي غذّاها بخصائصها العامّة، وحدّد وظيفتها التمثيليّة، فتصطنع تلك الآراء للرواية رصيدًا مستعارًا من سياق آخر.
ليس ثمّة موضوع التبست حوله الآراء وتضاربت مثلما حصل لموضوع أصول السرديّة العربيّة الحديثة، وفي مقدمتها الرواية، ويعود ذلك إلى تغليب مرجعيّة مؤثّرة على أخرى، أو اختزال ظروف النشأة إلى سبب دون آخر، فضلا عن الميل الواضح إلى اعتماد مبدأ المقايسة بينها وبين السرديّات الغربيّة الحديثة، فلم يول اهتمام موضوعيّ للبحث في المهاد الثقافيّ الذي أدّت تفاعلاته إلى مخاض صعب وطويل، تبلورت ملامحه خلال عشرات السنين، فيفضي إلى ظهور الشكل السرديّ الجديد: الرواية العربيّة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج