سوء توقيت

سوء توقيت

سوء توقيت

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٠
الناشر:
عدد الصفحات:
٤٢٤ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

عاد كريم من مبنى مجمع الشركات الجديد بصحاري السادس من أكتوبر لفيلتي بصحاري التجمع الخامس في أقل من خمسة وأربعون دقيقة وكان ذاك من أعاجيب هذا الزمان, أن تفصل بين محافظتين نصف ساعة أو أكثر بدقائق ولكن الطريق الدائري الجديد أبطل الأعاجيب وإقتص المسافات وعزله بمحيط أخر لم يألفه إلا أن الإيلاف والتآلف ليس من شيمه. لا يعلم فيما ولع أبيه بإعمار الصحاري سُكنة وعمل, رغم أنه يستطيع أن يكون بمركز الكون لو أراد. لكن للحق له رؤية مميزة لبواطن الأمور تربك من عاب عليه أي فعل غريب فهذه الصحاري لا تبدي قسوة بل تبدي رحابة وإحتواء لكل مار, فراغ أجوف عن كل ضجر, ساكنة عند كل صخب, باردة إن أنزلت الشموس سخطها الصيفي, دافئة شتائا رغم أنف الزمهارير, أشجارها ظلالها دانية, تحرسها أرواح الموتى من شتى الأطياف بعدما إختاروا أو أختير عنهم الصحارى كمثوى أخير, أتراك؛ يهود؛ مسيحيين مثل أمه ومسلمين مثل أبيه باشروا التعمير وأنزولوا على طبيعة المكان الهادئة مزيدا من السكينة. هدوء متعالي وأحيانا متناقص ترى به ما إنتزعت منه عنوة, من سفوح أعالي جبال لبنان مقر الأبدال هذا ما سقطت رأسه به ولادة, وتحت سمائه المقدسة تربى ليكون بدل أبيه من الأخيار الجدد فلكل زمن أخياره مهما إختلفت المسميات والصفات والخلفيات. من جبل لبنان فاض التنور وخرج أبيه من الظلام للنور تاركا إرث أسود يصعب التخلي عنه أو تجاهله ألا إن أبيه لا يصعب عليه شيء وكما محى الماضي خط الحاضر وبنى المستقبل, بداية من جبل بئر الظهر الي تلال القاهرة الجديدة التجمع الخامس قبل الأول والثاني والثالث حتى, نشأ الخامس على عجالة وبادر أبيه بتعمير أولى القصور وللعجب تبعه العديد, هاربين من زخم القاهرة وسمائها القاتمة لسماء برتقالية تمنح ثمارها بسخاء, فرارا الى شمس لا تغيّبها تعاقب الفصول خريفا أو شتاء. 
لم يتم العثور على نتائج